منتدى أحباب فضيلة الشيخ رزق السيد عبده
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى أحباب فضيلة الشيخ رزق السيد عبده

( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى )
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  أحباب الشيخ رزقأحباب الشيخ رزق  

 

 تنقيح البيان فى قرنى الشيطان وفتن آخر الزمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فقير الاسكندرية
Admin
فقير الاسكندرية


عدد الرسائل : 310
تاريخ التسجيل : 02/09/2008

تنقيح البيان فى قرنى الشيطان وفتن آخر الزمان Empty
مُساهمةموضوع: تنقيح البيان فى قرنى الشيطان وفتن آخر الزمان   تنقيح البيان فى قرنى الشيطان وفتن آخر الزمان I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 20, 2009 5:13 am

اللـه
بسم اللـه الرحمن الرحيم
الحمد للـه الباعث الشهيد والصلاة والسلام على الحبيب وآله وصحبه ما بدا فجر جديد
أما بعد...
سلام اللـه عليكم ورحمته وبركاته
ثم أما بعد...

تنقيح البيان فى قرنى الشيطان وفتن آخر الزمان

وردت مادة (ق ر ن) فى القرآن الكريم فى عدة مواضع نختار منها:
قال اللـه تعالى- (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74) قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)) (مريم : 74 – 76) ومن تدبر هذه الآية شعر فيها بأنه عند قرب الساعة سيكون هناك قرنا يحذرهم اللـه من الإهلاك كما أهلك من قبلهم قرونا أُخَر.
وقال تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا) (مريم : 98)
وقال تعالى: (وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) (القصص : 45)
وقال تعالى – (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)) (ق : 36 – 38)

وقد وردت لفظة (قرن الشيطان) ولفظة (قرنا الشيطان) فى أحاديث منها:
ما روى مالك فى موطأه عَنْ عَبْدِ اللـه بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ وَيَقُولُ- (هَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ).
وروى البخارى فى صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى اللـه عنه أَنَّ النَّبِى صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ- (الإيمَانُ يَمَانٍ وَالْفِتْنَةُ هَا هُنَا هَا هُنَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ)
وَلِمُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَة عِكْرِمَة بْن عَمَّار عَنْ سَالِم سَمِعْت اِبْن عُمَر يَقُول : سَمِعْت رَسُول اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِير بِيَدِهِ نَحْو الْمَشْرِق وَيَقُول- (هَا إِنَّ الْفِتْنَة هَاهُنَا ثَلاثًا حَيْثُ يَطْلُع قَرْن الشَّيْطَان)
وفى موطأ مالك - عَنْ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بَعْدَ الظُّهْرِ فَقَامَ يُصَلِّي الْعَصْرَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ ذَكَرْنَا تَعْجِيلَ الصَّلاةِ أَوْ ذَكَرَهَا فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ تِلْكَ صَلاةُ الْمُنَافِقِينَ تِلْكَ صَلاةُ الْمُنَافِقِينَ تِلْكَ صَلاةُ الْمُنَافِقِينَ يَجْلِسُ أَحَدُهُمْ حَتَّى إِذَا اصْفَرَّتْ الشَّمْسُ وَكَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ أَوْ عَلَى قَرْنِ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَ أَرْبَعا لا يَذْكُرُ اللـه فِيهَا إِلا قَلِيلا)
قال فى المنتقى - شرح الموطأ - ( فَصْلٌ ) وَقَوْلُهُ صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّم مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ يُحْتَمَلُ - وَاللـه أَعْلَمُ - أَنْ يُرِيدَ حِزْبَهُ وَأَهْلَ وَقْتِهِ وَزَمَنِهِ وَالْقَرْنُ مِنْ النَّاسِ أَهْلُ زَمَانٍ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ قُوَّتَهُ وَسِلاحَهُ وَعَوْنَهُ عَلَى الْفِتْنَةِ . وَاللـه أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ . انتهى.
وفى صحيح البخاري - عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم: (اللـهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا قَالَ قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا قَالَ قَالَ اللـهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا قَالَ قَالُوا وَفِي نَجْدِنَا قَالَ قَالَ هُنَاكَ الزَّلازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ)
وروى البخارى واللفظ له ومسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ أَشَارَ رَسُولُ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ فَقَالَ الإيمَانُ يَمَانٍ هَا هُنَا أَلا إِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ عِنْدَ أُصُولِ أَذْنَابِ الإبِلِ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ
وفى صحيح مسلم عن ابْنَ عُمَرَ يَقُولا: سَمِعْتُ رَسُولَ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَيَقُولُ هَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا هَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا ثَلاثًا حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ.
وفيه عن أَبِو عَبْدَ اللـه بْنَ عُمَرَ يَقُولا سَمِعْتُ رَسُولَ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْفِتْنَةَ تَجِيءُ مِنْ هَاهُنَا وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ وَأَنْتُمْ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ وَإِنَّمَا قَتَلَ مُوسَى الَّذِي قَتَلَ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ خَطَا فَقَالَ اللـه عَزَّ وَجَلَّ لَهُ (وَقَتَلْتَ نَفْسا فَنَجَّيْنَاكَ مِنْ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونا)
قيل: قرنا الشيطان ناحيتا رأسه، وقيل قرناه جمعاه اللذان يغريهما بالبشر ويفرقهما فيهم مضلين. وأما قرن الشيطان بالإفراد فهو أمته وحزبه. والقرن: الأمة من الناس يُحدثون بعد فناء آخرين. قال الشاعر:
إذا ما مضى القرن الذى أنت منهم ... وخلفت فى قرن فأنت غريب
والذى نعتقده – واللـه أعلم – أن الأحاديث جاءت باللفظين المفرد والمثنى ليبين لنا صلى اللـه عليه وسلم أن المقصود منهما هو القدر المشترك فيهما أى أنهم أمة الشيطان وحزبه. وأنهما أمتان من الناس تحدث واحدة بعد فناء الأخرى لا امتداد لها.
والرواية التى فيها ربيعة ومضر تنفى ما يقوله البعض اليوم أن المراد بهم الفرس أو المجوس.
ولفظة (قرن) توحى بأنهم متصلون متسلسلون إلى قرب الساعة. إلا أن لفظة (قرنا) المثناة فتوضح أن هناك حزبين أحدهما – واللـه أعلم – فى أوائل الزمن كمسيلمة الكذاب وأصحاب الفتن كالخوارج وغيرهم. وأن الحزب الثانى سيكون له ظهور لاحق لذلك غير متصل حتى تصح التثنية ويكون ذلك مصداقا لقول اللـه تعالى – (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ) (الواقعة : 41) إلى أن يقول تعالى- (قُلْ إِنَّ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50)) (الواقعة : 49 ، 50)
وأما تأويل من تأول نجدنا على أنها المرتفع من الأرض فلا نرى به لأنه صلى اللـه عليه وسلم قد تكلم عن بلدان محددة فى الحديث الذى أتت فيه كلمة (نجد) فقد كان أول الكلام والدعاء للشام واليمن فدل ذلك على أن نجد المقصودة هى نجد دون تأويل وصرف عن ظاهر أيدته القرائن.
وفى رواية للبخارى عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللـه رضى اللـه عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غِلَظُ الْقُلُوبِ وَالْجَفَاءُ فِي الْمَشْرِقِ وَالإيمَانُ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ.
وعَنْ النَّبِى صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ قِيلَ مَا سِيمَاهُمْ قَالَ سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ أَوْ قَالَ التَّسْبِيدُ)
وَفِى رِوَايَةٍ لِلشَّيْخَيْنِ رَأْسُ الْكُفْرِ قِبَلَ الْمَشْرِقِ.
وَالْمُرَاد بِذَلِكَ اِخْتِصَاص الْمَشْرِق بِمَزِيدٍ مِنْ تَسَلُّط الشَّيْطَان وَمِنْ الْكُفْر كَمَا قَالَ فِى الْحَدِيث الإخَر – (رَأْسُ الْكُفْرِ نَحْو الْمَشْرِق) ولكن لأنه صلى اللـه عليه وسلم بشير ونذير وليس سبابا فكأنما كان ينذر أهل المشرق وأهل نجد حتى يقلع من سبقت لهم الحسنى عن شرهم.
وفى الدياج على مسلم - حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك عن أبى زياد عن الاعرج عن أبى هريرة أن رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم قال رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء فى أهل الخيل والابل الفدادين أهل الوبر والسكينة فى أهل الغنم راس الكفر نحو المشرق قال ابن الصلاح والنووى كان ذلك فى عهده صلى اللـه عليه وسلم حين قال ذلك ويكون حين يخرج الدجال وهو فيما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة ومثار الترك الغاشمة العاتية الشديدة البأس. انتهى.
وَقَالَ الْمُهَلَّبُ : إِنَّمَا تَرَكَ صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدُّعَاءَ لأهْلِ الْمَشْرِقِ لِيَضْعُفُوا عَنْ الشَّرِّ الَّذِى هُوَ مَوْضُوعٌ فِى جِهَتِهِمْ لاسْتِيلاءِ الشَّيْطَانِ بِالْفِتَنِ.
وأما ربيعة ومضر فمعظم العرب يرجع نسبه إلى هذين الأصلين بل إن قريشا أحد فروع مضر. فالذى يظهر من إجتماع الأحاديث أن المقصود فئتان معينتان من المشرق من نجد من ربيعة ومصر أحدهما فى أول الزمان المحمدى وقد كانوا والأخرى أواخره وهو أمر لا ينطبق إلا على الوهابية ويمكن مراجعة ما أشرنا إليه فى مقالتنا (يا حرف لا يقرأ – فى الفصل الخاص بامتداد بلا مداد) فليراجع. ومتى حدثت الزلازل فأيقنوا أنهم المرادين.

وقد يقولون فما تقول فى الحديث الذى صححه الألبانى فى الصحيحة له (اللـهم بارك لنا فى مكتنا اللـهم بارك لنا فى مدينتنا اللـهم بارك لنا فى شامنا وبارك لنا فى صاعنا وبارك لنا فى مدنا . فقال رجل: يا رسول اللـه: وفى عراقنا . فأعرض عنه فرددها ثلاثا كل ذلك يقول الرجل : وفى عراقنا فيعرض عنه فقال : بها الزلازل والفتن وفيها يطلع قرن الشيطان) فهذا الأحاديث المنصوص فيه على العراق أقل درجة مما ذكرناه فى الصحيحين وروايتهما أولى. وهذا لا يمنع أن ينطبق على العراق من حيث بدأ الفِرَق منها ومن نجد معا.
وفى صحيح البخارى - أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِى رَضِى اللـه عَنْهُ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللـه اعْدِلْ فَقَالَ وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللـه ائْذَنْ لِى فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ وَهُوَ قِدْحُهُ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْى الْمَرْأَةِ أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَأَشْهَدُ أَنِّى سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِى بْنَ أَبِى طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَأُتِى بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِى صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِى نَعَتَهُ.
فها هى نذارة ثانية وتوضيحا لا يحتاج لبيان.
وروى البخارى فى صحيحه قَوْله - ( بَاب إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَك مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) ذَكَرَ فِيهِ حَدِيث اِبْن الزُّبَيْر وقال الحافظ فى الفتح: وَرَوَى الطَّبَرِى مِنْ طَرِيق مُجَاهِد قَالَ : هُمْ أَعْرَاب بَنِى تَمِيم.
وواللـه ما هى معايرة ولكنها نصيحة للوهابية أن ينتبهوا إلى ما جاء بعاليه خاصة وأن هذه النذارة من النبى صلى اللـه عليه وسلم لهم فلأن فيهم خير كثير وها هى تأتيهم البشارة بما روى البخارى عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ مَا زِلْتُ أُحِبُّ بَنِى تَمِيمٍ مُنْذُ ثَلاثٍ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِيهِمْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِى عَلَى الدَّجَّالِ قَالَ وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِنَا وَكَانَتْ سَبِيَّةٌ مِنْهُمْ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَ أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ)
فلتعلموا يا بنى تميم أنكم أشد الأمة على الدجال فكونوا كذلك.
وقد أتى أوان بيان الختام: اعلموا وفقكم اللـه وتاب علينا وعليكم أن اللـه تعالى قد أخفى أبوابا من رحمته يعلمها البعض ويغيب عنها الأكثرون من ذلك قوله تعالى- (لَيْسَ لَكَ مِنَ الإمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) (آل عمران : 128) فإنه تعالى قدم التوبة عليهم على العذاب.
وقال تعالى – (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيما حَكِيما) (النساء : 17)
وقال تعالى- (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَة وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الإنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِل عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة : 74) فها هو يفتح الباب لبنى اسرائيل للتوبة والإسلام والإيمان بعد قسوة قلوبهم حتى صارت كالحجارة أو أشد قسوة فبين ثلاث أنواع من ضياع هذه القسوة قال فى البحر المديد (كذلك القلوب القاسية إذا لانت بالإنابة إلى ربها . والرجوع عن مألوفاتها . تتفجر منها أنهار العلوم . وتشقق منها أسرار الحِكَم . ومنها من تذوب من هيبة المتجلي لها . فتندك جبالها . وتزلزل أرض نفوسها) انتهى. وهذا ما ننتظره منكم رحمكم اللـه.
وقوله تعالى – (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الإرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الروم : 50) هو بشرى باحياء قلوب ماتت. فاصدق ولو فى نفس تعم بركاته عليك طول العمر.
وها هى البشارة بالإحياء بعد قسوة القلوب قال تعالى- (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الإرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)) (الحديد : 16 – 18)
فيا اخوتى من الوهابية قد آن لكم أن تشتركوا مع الأمة فى وحدة الوجهة إلى اللـه تعالى مبتهلين إليه فى كشف الغمة وإتمام المنة وحفظ النعمة. وأنتم فيكم من صفات الكمال ما قد يغيب عن غيركم وقد قال صلى اللـه عليه وسلم (مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ) ونحن لا نسألكم مالا ولا أجرا إن أجرنا إلا على اللـه ولكن نسأل أن تشاركوا الأمة فى جمعية الحال فمن كان كاملا فى حال الزهد فليسر زهده فيمن حوله كما سرى زهد عمر بن عبد العزيز فى الأمة ومن كان كاملا فى الهمة فلتسر همته فى جمعية همة الأمة لا ضدها. ولنستعر هنا فقرة كاملة سبق لنا نقلها فى إحدى المقالات وهى:
ونحب أن ننقل باختصار وتصرف يسير من رسالة (تجديد التجديد) لثلاثة من المسلمين سلمهم اللـه حيث جاء فيها:
مبحث: سريان الحال أو الطاقة التجديدية
كانت بداية هذا المبحث ملاحظات لاحظناها أثناء بحثنا فى سيرة المجددين منها:
1. ما قاله الحسن القصاب : رأيت الذئاب ترعى مع الغنم البادية فى خلافة عمر ابن عبد العزيز فقلت : سبحان اللـه ذئب مع غنم لا يضرها ؟‍‍‍‍ فقال الراعى : إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس .
2. وقال مالك بن دينار : لما ولى عمر بن عبد العزيز قالت رعاء الشاء :من هذا الصالح قام على الناس خليفة ؟ عدله كف الذئاب عن شائنا.
3. وقال رجل من ولد زيد بن الخطاب: إنما ولى عمر بن عبد العزيز سنتين ونصفا وذلك ثلاثون شهرا فما مات حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول: أجعلوا هذا حيث ترون فى الفقراء. فما يبرح حتى يرجع بماله. يتذكر من يضعه فيهم فما يجده. فيرجع بماله قد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس.
4. وقال الإمام أحمد‏:‏ الشافعى كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن هل لهذين من خلف أو عنهما عوض.‏
كانت هذه الأمور وغيرها مما دعانا إلى النظر فيما سميناه (سريان الحال) أو (الطاقة التجديدية) فإنك لو راجعت النص المذكور فى البند 1 والبند 2 أعلاه لرأيت أن بركة عدله وصلاحه قد سرت فى زمانه حتى فى حال الذئب مع الغنم. وإذا نظرت إلى البند رقم 3 لقرأت فيه ما لم يقرأه الناظر لأول مرة. وذلك لأن عمر لم يغن الناس بالمال فحسب بل أغناهم بحاله. أغناهم بالقناعة والزهد فقد وسع حال قناعته وزهده أهل عصره من الأمة. فإن الناس لم يغنوا فحسب بل استغنوا وقنعوا.
كذلك ما قاله الإمام أحمد فى الإمام الشافعى رحمهما اللـه يتضمن سريان حال الشافعى فى زمنه كسريان ضوء الشمس فى الدنيا والعافية فى البدن...
والمقصود فى هذا المبحث أن المجدد أو المجددين يهبهم اللـه طاقة تجديدية وقوة حال يسرى فى الأمة كلها. كما أن هذا المجدد يتلقى طاقة تجديدية من الحال الذى يسرى إليه من مشايخه وأساتذته كما كان فضل تربى عمر بن عبد العزيز رضى اللـه عنه على عبد اللـه بن عمر بن الخطاب وعلى علماء المدينة.
فقد تربى وتعلم عمر بن عبد العزيز على يدى كثير من العلماء والفقهاء وقد بلغ عدد شيوخ عمر بن عبد العزيز ثلاثة وثلاثين. وثمانية منهم من الصحابة وخمسة وعشرون من التابعين.
فحرى بمن اختاره اللـه كعمر بن عبد العزيز واختار له هؤلاء المشايخ وسرى فيه حالهم. أن يصل شدة حاله أن يسرى ليس فقط فى الأمة بل وحتى فى وحشها (تأمل فى كف الذئاب عن الغنم). وكيف لا وهو الذى جدد اللـه به دين اللـه الذى تحيى به القلوب.
فيارب أصلح الأمة. وأصلح لنا ديننا الذى هو عصمة أمرنا..
ثم يا أمة الإسلام جددوا ايمانكم. وقووا يقينكم..
ويا أئمة الدين قوى اللـه حالكم. وزادكم علما ويقينا وأحيا بكم القلوب..
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ). حتى يسرى الحال فى الأمة وتنكشف الغمة. وصلى اللـه على إمام المهتدين وسيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
انتهى ما أردنا نقله من رسالة تجديد التجديد لثلاثة من المسلمين سلمهم اللـه.
وانتهى ما أردنا بيانه واللـه يتولى هداكم وصلى اللـه على خير البرية وآله وصحبه صلاة زكية والحمد لله بكرة وعشية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تنقيح البيان فى قرنى الشيطان وفتن آخر الزمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى أحباب فضيلة الشيخ رزق السيد عبده :: غرفة المجلس للإستقبال العام-
انتقل الى: