منتدى أحباب فضيلة الشيخ رزق السيد عبده
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى أحباب فضيلة الشيخ رزق السيد عبده

( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى )
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  أحباب الشيخ رزقأحباب الشيخ رزق  

 

 مشروعية التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدكتور




عدد الرسائل : 23
تاريخ التسجيل : 04/09/2008

مشروعية التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة Empty
مُساهمةموضوع: مشروعية التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة   مشروعية التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 06, 2011 8:34 pm

.
الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذى الطول والإنعام والصلاة والسلام على خير الأنام وآله وصحبه على الدوام.
سلام الله عليكم سادتى..
أما بعد...

مشروعية التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم
من الكتاب والسنة


يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 35]
ويقول تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء: 57]
قال إمام أهل السنة الإمام البغوي في تفسيره: " وقوله: { أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } معناه: ينظرون أيهم أقرب إلى الله فيتوسلون به". انتهى.
والإمام البغوي هو من هو قال عنه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء: (كان البغوي يلقب بمحيي السنة، وبركن الدين، وكان سيدًا، إمامًا، عالمًا علامة، زاهدًا، قانعًا باليسير).
وقال السيوطي في طبقات الحفاظ: (وبورك له في تصانيفه، لقصده الصالح، فإنه كان من العلماء الربانيين، ذا تعبد ونسك، وقناعة باليسير).
وقال أيضًا في طبقات المفسرين: (كان إمامًا في التفسير، إمامًا في الحديث، إمامًا في الفقه).
وقال ابن كثير في البداية والنهاية: (وكان علامة زمانه، وكان دينًا ورعًا، زاهدًا، عابدًا، صالحًا).
وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان: (الفقيه، الشافعي، المحدث، المفسر، كان بحرًا في العلوم).

وفي عرائس البيان فى تفسير القرآن للبقلى يقول:
قوله تعالى {أُولائِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} رد الله بهذه الآية رغام التغيير على أنوف المبطلين الذين يشيرون الى غيره بالعبودية من الملائكة والأنبياء مثل عيسى وعزير وبعض من مؤمني الجن وهؤلاء الذين يشيرون اليهم الظلمة بانهم معبودون فانهم على باب كبرياء الأول يعجزون تحت أنوار عظمته حتى يصيروا فى حد الفناء من عظمة الله وجلاله يطلبون وسيلة قربه من الله تشفعهم عنده لانهم يخافون من سلطان قهره ويطمعون إلى كشف جماله بقوله {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} وأخص الوسيلة كرمه القديم واحسانه العميم ثم بعد ذلك أقرب الوسيلة اليه من كان معرفته به أكثر وخوفه منه أوفر، ومقام الوسيلة مقام الشفاعة وتلك خاصة لمحمد صلى الله عليه وسلم وهي المقام المحمود وكل شفاعة منه تتشعب إلى غيره وهو أقرب الوسائل الى الله، كان الكل يجعلونه وسيلة الى الله الأنبياء والملائكة وغيرهم ووصف الله طلاب هذه الوسيلة بالخوف والرجاء والخوف صدر من أنوار عظمته والرجاء صدر من أنوار جماله فالصادق يطير الى الحق بجناحي نور الجمال والجلال وهما وسيلتاه منه له إليه، يقربانه من الله فينظر الى الجلال فيفنى وينظر الى الجمال فيبقى وبهما نظام العبودية وعرفان الربوبية. انتهى المقصود نقله.

هذا وقد دل الحديث الصحيح على جواز التوسل بالأعمال الصالحة وهو ما رواه البخاري ومسلم واللفظ له وغيرهما من حديث الثلاثة الذين أووا إلى الغار فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ بَيْنَمَا ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمْ الْمَطَرُ فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ انْظُرُوا أَعْمَالا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى بِهَا لَعَلَّ اللَّهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ..." – الحديث، قال الإمام النووي في شرحه على مسلم: "قَوْله : ( اُنْظُرُوا أَعْمَالا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَة ، فَادْعُوا اللَّه بِهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجهَا ) اِسْتَدَلَّ أَصْحَابنَا بِهَذَا عَلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبّ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ فِي حَال كَرْبه ، وَفِي دُعَاء الِاسْتِسْقَاء وَغَيْره بِصَالِحِ عَمَله ، وَيَتَوَسَّل إِلَى اللَّه تَعَالَى بِهِ ؛ لأَنَّ هَؤُلاءِ فَعَلُوهُ فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ ، وَذَكَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَعْرِض الثَّنَاء عَلَيْهِمْ ، وَجَمِيل فَضَائِلهمْ. انتهى.

قلنا وبالله التوفيق: فإذا جاز التوسل بالإعمال الصالحة فالتوسل بالذوات الصالحة أولى، ودليل ذلك من الكتاب أن الله تعالى قال عن ابن سيدنا نوح مخاطباً نوحاً عليه السلام: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46] فسمى الشخص بمسمى عمله وهذه القراءة هي قراءة عامة قراء الأمصار: "إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ" بتنوين "عمل" ورفع "غير"، وروي عن جماعة من السلف أنهم قرءوا ذلك: "إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ" ، على وجه الخبر عن الفعل الماضي، وغير منصوبة. وممن روي عنه أنه قرأ ذلك كذلك ، ابنُ عباس. وهي قراءة الكسائي ويعقوب: "عَمِلَ" بكسر الميم وفتح اللام "غيرَ" بنصب الراء على الفعل، قال الألوسي: "وهي قراءة على كرم الله تعالى وجهه وابن عباس وأنس وعائشة، وقد روتها هي وأم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم" انتهى. قلنا وفي سنن أبي داود عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ: { إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ } وروى أبو داود أيضاً عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ سَأَلْتُ أُمَّ سَلَمَةَ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ : { إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } فَقَالَتْ قَرَأَهَا: {إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ}" قَالَ أَبُو دَاوُد وَرَوَاهُ هَارُونُ النَّحْوِيُّ وَمُوسَى بْنُ خَلَفٍ عَنْ ثَابِتٍ كَمَا قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ.
وفي سنن الترمذي عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَؤُهَا "إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ " قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ قَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ نَحْوَ هَذَا وَهُوَ حَدِيثُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَ و سَمِعْت عَبْدَ بْنَ حُمَيْدٍ يَقُولُ أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ هِيَ أُمُّ سَلَمَةَ الأَنْصَارِيَّةُ قَالَ أَبُو عِيسَى كِلا الْحَدِيثَيْنِ عِنْدِي وَاحِدٌ وَقَدْ رَوَى شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ غَيْرَ حَدِيثٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ الأَنْصَارِيَّةِ وَهِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوُ هَذَا، وقد صحح الحديث الألبانى فى السلسلة الصحيحة وفى صحيح سنن أبي داود وفي صحيح سنن الترمذي.
قلنا: فمن عمل صالحاً يجوز التوسل به.
قال الألوسي معقباً على قراءة الكسائي ويعقوب: "وأيد بهذه القراءة كون ضمير إنه في القراءة الأولى لابن نوح لأنه فيها له قطعاً فيضعف ما قيل : إنه في الأولى لترك الركوب معهم والتخلف عنهم أي إن ذلك الترك {عَمَلٌ غَيْرُ صالح} على أنه خلاف الظاهر في نفسه كما لا يخفى . ومثله في ذلك ما قيل : إنه لنداء نوح عليه السلام أي إن نداءك هذا {عَمَلٌ غَيْرُ صالح} " انتهى.
قلنا فمن القراءتين يظهر وضع المصدر الدال على الذات مكان الفعل الدال على العمل فليتأمل ذلك فإنه دقيق وليعلم من ذلك أنه إن جاز التوسل بالأعمال الصالحة جاز التوسل بالذوات الصالحة قال الله تعالى في موضعين من كتابه العزيز: "{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [النساء: 82]، [محمد: 24].

وروى الترمذي فى سننه فى (بَاب فِي دُعَاءِ الضَّيْفِ) عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي قَالَ: "إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ" قَالَ: فَادْعُهْ قَالَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِيَ اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ"
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ الْخَطْمِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ هُوَ أَخُو سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ.
هذا وقد روى الحديث جمع منهم الإمام أحمد والإمام الترمذي في سننه في كتاب الدعوات باب (في دعاء الضيف) وابن ماجة فى سننه (بَاب مَا جَاءَ فِي صَلاةِ الْحَاجَةِ) وصححه، والنسائي في السنن الكبرى وفي "عمل اليوم والليلة" في دعاء الحاجة والحاكم في المستدرك على الصحيحين وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه، ورواه الحاكم أيضاً في كتاب (الدعاء والتكبير والتهليل والتسبيح والذكر) وقال: "هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد" ووافقه الذهبيُّ ، ورواه الطبراني في المعجم الكبير والصغير وفيه صححه، كما أورده الطبراني في كتابه "الدعاء" باب القول عند الدخول على السلطان فروى بسنده عن أبي جعفر الخطمي ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن عمه عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجته وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته ، فلقي ابن حنيف فشكا ذلك إليه ، فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة فتوضأ ، ثم ائت المسجد ، فصل فيه ركعتين وقل : « اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا نبي الرحمة : يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيقضي لي حاجتي ، وتذكر حاجتك » حتى أروح معك ، فانطلق الرجل فصنع ما قال له ، ثم أتى باب عثمان بن عفان رضي الله عنه فجاءه البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة فقال : حاجتك ؟ فذكر حاجته وقضاها له ، وقال له : ما فهمت حاجتك حتى كان الساعة ، وقال له : ما كان لك من حاجة فسل ، ثم إن الرجل خرج من عند عثمان فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر إلي في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في ، فقال عثمان بن حنيف : ما كلمته فيك ، ولكني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « أوتصبر ؟ » فقال : يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي : « ائت الميضأة فتوضأ ، ثم صل ركعتين ، ثم ادع بهذه الدعوات » قال ابن حنيف : والله ما تفرقنا حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط.
كما روى بنحو لفظ حديث الترمذي البيهقي في الدعوات الكبير وكذلك في دلائل النبوة في (جماع أبواب دعوات نبينا صلى الله عليه وسلم المستجابة في الأطعمة والأشربة وبركاته التي ظهرت فيما دعا فيه وغير ذلك من دعواته ...) وتحت هذا (باب ما في تعليمه الضرير ما كان فيه شفاؤه حين لم يصبر وما ظهر في ذلك من آثار النبوة)، قال: ورويناه في كتاب الدعوات بإسناد صحيح عن روح بن عبادة ، عن شعبة ، ففعل الرجل فبرأ ، وكذلك رواه حماد بن سلمة ، عن أبي جعفر الخطمي، ورواه ابن خزيمة في صحيحه في باب صلاة الترغيب والترهيب، ورواه عبد بن حميد في مسنده، وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد باب صلاة الحاجة، هذا وقد وأورده الإمام النووي في كتابه الأذكار (باب أذكار صلاة الحاجة). وابن السني في "عمل اليوم والليلة" باب ما يقول لمن ذهب بصره، كما أورد الحديث الحافظ أبو محمد زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري في كتابه "الترغيب والترهيب" الترغيب في صلاة الحاجة ودعائها وكذا أورده الحافظ ابن حجر العسقلاني تبعاً له وقال فيه:
"رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب والنسائي واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم وليس عند الترمذي ثم صل ركعتين إنما قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يدعو بهذا الدعاء فذكره بنحوه ورواه في الدعوات. انتهى.
هذا والحديث صحيح وحتى المخالف قد صححه فقد صحح إسناده ابن تيمية والألباني.
كما أن زيادة حماد بن سلمة في الحديث "وإن كان لك حاجة فافعل مثل ذلك" وحماد بن سلمة ثقة من رجال مسلم وزيادة الثقة مقبولة عند العلماء ولا يردها أن شعبة لم يروها وهو أوثق من حماد فإن الزيادة ليست منافية لمن هو أوثق.
ولمن يقول: "إن هذا الحديث خاص بحياته صلى الله عليه وسلم" نقول له فهؤلاء الأئمة جميعاً قد بوبوا للحديث فى كتاب وأبواب الدعوات وصلاة الحاجة وفى عمل اليوم والليلة وفى صلاة الترغيب والترهيب وفي دعاء الحاجة، وكل هذه التباويب التي أشرنا إليها أعلاه تبين أنهم كانوا يعتدون بهذا الدعاء ويعملون به وأنهم كانوا يعتبرونه دعاء للحاجة ولم يقيدوه بزمان دون زمان بل التبويب عام، وقد قال الإمام التِّرْمِذِيُّ فِي آخِرِ كِتَابِهِ مَا لَفْظُهُ : "جَمِيعُ مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ مِنْ الْحَدِيثِ هُوَ مَعْمُولٌ بِهِ وَبِهِ أَخَذَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مَا خَلا حَدِيثِين" وليس حديث الأعمى منهما.
وما أجمل ما سمعته من الشيخ محمد نجيب المطيعي رحمه الله – وهو الذي استكمل كتاب شرح المهذب للشيرازي فإن الإمام النووي رحمه الله ابتدأه وتوفاه الله قبل إتمامه فشرع الإمام السبكي في استكماله فأكمل قدراً وتوفاه الله ثم جاء الشيخ محمد نجيب المطيعي حديثاً وأكمله بفضل الله – المهم أني الفقير قد سمعت الشيخ محمد نجيب المطيعي يقول كلاماً أنقل معناه وهو "متى يتغير شرعاً بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم؟!"

وإن السلف والخلف وأئمة الدين ما زالوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد نُقِلَ الكثير والكثير عن الأئمة والحفاظ والفقير أنقل لكم هنا قليل من النقول من كتب معتمدة لأئمة مجمع على علمهم وورعهم فمن ذلك ما قاله إمام الدنيا الإمام النووي في كتابه الأذكار قال: " (فصل في زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكارها) : إعلم أنه ينبغي لكل من حج أن يتوجه إلى زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سواء كان ذلك طريقه أو لم يكن ، فإن زيارته صلى الله عليه وسلم من أهم القربات وأربح المساعي وأفضل الطلبات ، فإذا توجه للزيارة أكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في طريقه ، فإذا وقع بصره على أشجار المدينة وحرمها وما يعرف بها ، زاد من الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم ، وسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارته صلى الله عليه وسلم وأن يسعده بها في الدارين ، وليقل : اللهم افتح علي أبواب رحمتك ، وارزقني في زيارة قبر نبيك صلى الله عليه وسلم ما رزقته أولياءك وأهل طاعتك ، واغفر لي وارحمني يا خير مسؤول". ثم يستكمل الإمام النووي في موضع آخر من هذا الفصل فيقول: "وإن كان قد أوصاه أحد بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان ، ثم يتأخر قدر ذراع إلى جهة يمينه فيسلم على أبي بكر ، ثم يتأخر ذراعا آخر فيسلم على عمر رضي الله عنهما ، ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتوسل به في حق نفسه ، ويتشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ، ويدعو لنفسه ولوالديه وأصحابه وأحبابه ومن أحسن إليه وسائر المسلمين ، وأن يجتهد في إكثار الدعاء ، ويغتنم هذا الموقف الشريف ويحمد الله تعالى ويسبحه ويكبره ويهلله ، ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكثر من كل ذلك ، ثم يأتي الروضة بين القبر والمنبر فيكثر من الدعاء فيها فقد روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ".
وإذا أراد الخروج من المدينة والسفر استحب أن يودع المسجد بركعتين، ويدعو بما أحب ثم يأتي القبر فيسلم كما سلم أولا ، ويعيد الدعاء ، ويودع النبي صلى الله عليه وسلم ويقول : " اللهم لا تجعل هذا آخر العهد بحرم رسولك ، ويسر لي العود إلى الحرمين سبيلا سهلة بمنك وفضلك ، وارزقني العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، وردنا سالمين غانمين إلى أوطاننا آمنين" انتهى من كتاب الأذكار للإمام النووي رحمه الله.

وفي كتاب الأذكار أيضاً للإمام النووي في (فصل في الأذكار المستحبة في المزدلفة والمشعر الحرام) يقول في موضع من هذا الفصل:
"ويستحب أن يقول : " اللهم لك الحمد كله ، ولك الكمال كله ، ولك الجلال كله ، ولك التقديس كله ، اللهم اغفر لي جميع ما أسلفته ، واعصمني فيما بقي ، وارزقني عملا صالحا ترضى به عني يا ذا الفضل العظيم ، اللهم إني أستشفع إليك بخواص عبادك ، وأتوسل بك إليك ، أسألك أن ترزقني جوامع الخير كله، وأن تمن علي بما مننت به على أوليائك ، وأن تصلح حالي في الآخرة
والدنيا يا أرحم الراحمين" انتهى.

وفي فتح الباري لابن حجر العسقلاني في حديث البخاري قال حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ لَوْ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّنَا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ وَيَقُولُ ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلا فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ ائْتُوا مُوسَى الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ فَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ ائْتُوا عِيسَى فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُقَالُ لِي ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِي ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا ثُمَّ أُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ فَأَقَعُ سَاجِدًا مِثْلَهُ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ حَتَّى مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ" وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ عِنْدَ هَذَا أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: "وَفِيهِ أَنَّ النَّاس يَوْم الْقِيَامَة يَسْتَصْحِبُونَ حَالهمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ التَّوَسُّل إِلَى اللَّه تَعَالَى فِي حَوَائِجهمْ بِأَنْبِيَائِهِمْ ، وَالْبَاعِث عَلَى ذَلِكَ الإِلْهَام كَمَا تَقَدَّمَ فِي صَدْر الْحَدِيث" قلنا يشير بذلك إلى ما قاله في صدر الحديث قال: قَوْله ( فَيَقُولُونَ لَوْ اِسْتَشْفَعْنَا ) فِي رِوَايَة مُسْلِم " فَيُلْهَمُونَ ذَلِكَ " انتهى.
وفي فيض القدير للمناوي قال: قال السبكي ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف ولا من الخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يقله عالم قبله وصار بين أهل الإسلام مثله انتهى" انتهى من فيض القدير.
وما قاله في ذلك يشبه ما قاله الإمام ابن حجر العسقلاني عن ابن تيمية في مسألة أخرى حيث قال في فتح الباري: قَالَ الْكَرْمَانِيّ : وَقَعَ فِي هَذِهِ اَلْمَسْأَلَةِ فِي عَصْرِنَا فِي اَلْبِلادِ اَلشَّامِيَّةِ مُنَاظَرَات كَثِيرَة وَصُنِّفَ فِيهَا رَسَائِلُ مِنْ اَلطَّرَفَيْنِ ، قُلْت (الحافظ ابن حجر) : يُشِيرُ إِلَى مَا رَدَّ بِهِ اَلشَّيْخ تَقِيّ اَلدِّين اَلسُّبْكِيّ وَغَيْره عَلَى اَلشَّيْخِ تَقِيّ اَلدِّين ابْن تَيْمِيَةَ وَمَا اِنْتَصَرَ بِهِ اَلْحَافِظُ شَمْس اَلدِّين بْن عَبْد اَلْهَادِي وَغَيْره لابْن تَيْمِيَةَ وَهِيَ مَشْهُورَةٌ فِي بِلادِنَا ، وَالْحَاصِلِ أَنَّهُمْ أَلْزَمُوا اِبْن تَيْمِيَةَ بِتَحْرِيمِ شَدِّ اَلرَّحْلِ إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِ سَيِّدِنَا رَسُول اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْكَرْنَا صُورَة ذَلِكَ ، وَفِي شَرْحِ ذَلِكَ مِنْ اَلطَّرَفَيْنِ طُول ، وَهِيَ مِنْ أَبْشَعِ اَلْمَسَائِلِ اَلْمَنْقُولَةِ عَنْ اِبْن تَيْمِيَةَ ، وَمِنْ جُمْلَةِ مَا اُسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى دَفْعِ مَا اِدَّعَاهُ غَيْرُهُ مِنْ اَلإِجْمَاعِ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ زِيَارَةِ قَبْرِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا نُقِلَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ زُرْت قَبْرَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ أَجَابَ عَنْهُ اَلْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَصْحَابِهِ بِأَنَّهُ كَرِهَ اَللَّفْظَ أَدَبًا لا أَصْلَ اَلزِّيَارَة فَإِنَّهَا مِنْ أَفْضَلِ اَلأَعْمَالِ وَأَجَلِّ اَلْقُرُبَات اَلْمُوَصِّلَة إِلَى ذِي اَلْجَلالِ وَإِنَّ مَشْرُوعِيَّتَهَا مَحَلّ إِجْمَاع بِلا نِزَاع وَاَللَّه اَلْهَادِي إِلَى اَلصَّوَابِ" انتهى من فتح الباري.
وفي الختام نتوجه إلى الله بما جاء في الحديث فنقول: اللَّهُمَّ إِنّا نسْأَلُكَ وَنَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ. إِنِّا تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّنا فِي حَاجَتنا هَذِهِ – وهي أن يكشف الله الغمة عن الأمة - لِتُقْضَى لِنا اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِينا.

وفيما ذكرنا كفاية، وصلى الله على نبي الهداية وآله وصحبه أهل الدراية والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مشروعية التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صلابة النفس في التخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم
» هل أسري أو عرج برسول قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
» نوافل رسول الله صلى الله عليه وسلم
» كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حلو المعاشرة
» تذوق معاني أربعين من أحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى أحباب فضيلة الشيخ رزق السيد عبده :: أنت تسأل والمنتدى يجيب-
انتقل الى: