طرِبنا على ذكر الأحبة مُذ همنا
وإن زادت الأشواق فيهم تهتكنا
رضينا بما يرضى الأحبة فى الهوى
ولو حكموا يوماً بالقتل لسلمنا
فيامطرب الأرواح من طيب ذكره
أعد ذكر من نهوى وفى الحب روّحنا
ودندن بمعشوق القلوب وحسنه
وشنف قلوب العاشقين واطربنا
خضعنا وعفرنا الخدود على الثرى
وفى ركب أهل الحب نحو الحمى سرنا
إذا زمزم الحادى وغنى بذكره
تمايلت الأشباح شوقا إلى المعنى
ودارت كؤوس الراح فى حانة الصفا
فأبدت لنا الأسرار لما تولهنا
ومن رنة الألحان حنت قلوبنا
ونحو الحمى شوقا إلى الحِب قد طرنا
إذا مابدت من جانب الحى نفحة
وعم شذاها الكون منها تعطرنا
ويحلو لنا خلع العذار بحبه
فإن شئت لمنا فى هواه أو اعذرنا
فمن كان منا هام فى الحب مثلنا
وباع إلى المحبوب نفسا كما بعنا
ويختار فيه الإفتضاح تلذذا
يموت عن الأغيار فيه كما متنا
فمن ذاق من طعم المحبة قطرة
يهيم إذا الحادى بمحبوبه غنى
وليس له شغل سوى ذكر أحبة
ويطرح فيه الجاه والنفس والكونا
ويكسى جلالا مذ تحلى بذله
ويذكره المحبوب فى العالم الأسنى
فياعاذل العشاق فى الحب والهوى
تمهل وذق طعم الغرام تكن منا
فمن لم يذق فى الحب طعم شرابنا
فمن أين يدرى الحب أو يفهم المعنى
فللحب أهل فيه باعو نفوسهم
وحنوا له شوقا إذا الليل قد جنا
وطابت به البلوى وفيها تلذذوا
ونالوا بها قربا وزادوا بها حسنا
وكيف تلوم العاشقين على الهوى
فإن شئت ذق طعم الغرام وعنفنا
وإن شفتنا يوما نغنى بحبه
فدعنا فإنا بالحبيب تمتعنا