فقير الاسكندرية Admin
عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: مقام قلب الولاية - مدد يا سيدي سلامة الثلاثاء يونيو 30, 2009 11:07 pm | |
| الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المتفضل بمحض الجود والفضل على من يشاء بما يشاء والصلاة والسلام على سيد أهل الأرض وأهل السماء وعلى إخوانه من الرسل والأنبياء وآله وصحبه الأتقياء الأوفياء
أما بعد.. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
قلب الولاية قرأنا لكم من كتاب (الرزق الفياض حول جوهرة سيدي سلامة الراضي) لإثنين من أحباب الشيخ رزق السيد وتلاميذه – وهو كتاب طبع مع كتاب (شرح الوظيفة الشاذلية) لشيخنا العارف بالله رزق السيد عبده الحامدي الشاذلي رحمه الله، برقم ايداع 11343 / 2009 دار نشر أم القرى أمام جامعة الأزهر بحي سيدنا ومولانا الحسين رضي الله عنه. ونحن ننقل لكم هنا مسألة وردت في كتاب الرزق الفياض: مدخل (قلب الولاية): قال المؤلفان: كما أشرنا فى النبذة التى نقلناها سابقاً عن سيدى سلامة الراضى إلى قوله:
غدوتُ إماماً للمحبين فاقتضى *** تلونهم فى الحبِ أن أتلونا فإن لنا نظرة إلى هذا التلون المذكور فى البيت، وهو أن التلون هنا هو التقلب فى ألوان الحب مروراً بها وجمعاً لها، والتقلب صفة القلب: إنما سمى قلباً لتقلبه، قال صلى الله عليه وسلم: (القلوب بين إصبعين من أصابع الله – وفى رواية أخرى: الرحمن- يقلبها كيف يشاء)(1) ، والقلب هو محل (الحق) الحب ومحل التجلى الإلهى (ما وسعنى سماء ولا أرض ولكن وسعنى قلب عبدى المؤمن)(2) ، والقلب -الذى هو المضغة التى لو صلحت صلح سائر الجسد(3)- هو الذى يضخ الدم: ماء الحياة إلى سائر أعضاء الجسد، ومن ثم فإن سيدى سلامة الراضى فى البيت المذكور يشير إلى مقام عزيز وهو قلب الولاية، وتظهر فى صاحب هذا المقام -وهو فرد- ألوان الحب كلها وعنه تتنزل وتسرى إلى سائر الأولياء، فهو أصلها ومجمعها وراثة من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكما أن الحقيقة المحمدية أصل حقائق الأنبياء وكما أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جامع لحقائقهم، فوارثه فى هذا المقام كذلك، ويجدر بنا الإشارة إلى الإسم (الله) غير المشتق فهو أصل الأسماء الإلهية كما أن الأسم (الله) المشتق جامعها، فكذلك فإن هذا المقام الإنسانى الذى نحن بصدده هو تنزل لكمال إلهى يقتضى الجمعية ويقتضى ظهور الكثرة فى الوحدة، فلهذا ترى لون سيدى سلامة الراضى يشمل جميع ألوان الحب، قال سيدى عبد الحليم أبو زيد –شيخ شيخنا وهو تلميذ سيدى سلامة- مخاطباً شيخه سيدى سلامة رضى الله عن الجميع:
مد ايدك يا حبيبى *** لون الدنيا بلونك وكما أوردنا قول سيدى سلامة: (صبغنا يصبغ غيرنا وصبغ غيرنا لا يصبغنا). انتهى.
_________ (1) قال تعالى: { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ }- [الأنعام/110]. وروى مسلم فى صحيحه وغيره عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ". وفى صحيح البخاري ومسند أحمد وسنن الترمذى وأبي داود والنسائى وابن ماجة- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر قَالَ: كَثِيرًا مِمَّا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْلِفُ: "لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ" وفى سنن الترمذي عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا قَالَ نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِي الْبَاب عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَائِشَةَ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَهَكَذَا رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسٍ وَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسٍ أَصَحُّ. انتهى. وللحديث روايات فى كتب السنن وغيرها.
(2) ذكره الغزالي في الإحياء بلفظ قال الله: (لم يسعني سمائي ولا أرضي، ووسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوادع) وقال الحافظ العراقي في تخريجه: لم أرَ له أصلاً, ووافقه السيوطي في الدرر تبعاً للزركشي، وكذا قال ابن حجر. وقال ابن تيمية: هو مذكور في الإسرائيليات وليس له إسناد معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم . ومعناه وضع في قلبه محبتي ومعرفتي وما يروى : " القلب بيت الرب " ، هذا من جنس الأول ، فإن القلب بيت الإيمان بالله تعالى ومعرفته ومحبته . انتهى ولكن ابن تيمية نفسه قد أورده فى معرض الاستدلال فى فتاويه فى موضع آخر حيث قال: وَقَدْ قِيلَ فِي قَوْله تَعَالَى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وَقَوْلِهِ : {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أَنَّهُ هَذَا وَفِي حَدِيثٍ مَأْثُورٍ : { مَا وَسِعَنِي أَرْضِي وَلَا سَمَائِي وَوَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ النَّقِيِّ التَّقِيِّ الْوَدَاعِ اللَّيِّنِ } وَيُقَالُ : الْقَلْبُ بَيْتُ الرَّبِّ وَهَذَا هُوَ نَصِيبُ الْعِبَادِ مِنْ رَبِّهِمْ وَحَظُّهُمْ مِنْ الْإِيمَانِ بِهِ كَمَا جَاءَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ أَنَّهُ قَالَ : إذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْلَمَ كَيْفَ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ ؟ فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ مَنْزِلَةُ اللَّهِ مِنْ قَلْبِهِ ؟ فَإِنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ الْعَبْدَ مِنْ نَفْسِهِ حَيْثُ أَنْزَلَهُ الْعَبْدُ مِنْ قَلْبِهِ. انتهى وكذا أورده ابن رجب الحنبلى فى جامع العلوم والحكم وكذا الألوسى فى عدة مواضع من تفسيره وقال فى إحداها: وذكر بعض الصوفية أن العرش إشارة إلى قلب المؤمن الذي نسبة العرش المشهور إليه كنسبة الخردلة إلى الفلاة بل كنسبة القطرة إلى البحر المحيط وهو محل نظر الحق ومنصة تجليه ومهبط أمره ومنزل تدليه ، إلى أن قال: هذا لكن ينبغي أن يعلم أن هذا الخبر وإن استفاض عند الصوفية قدست أسرارهم إلا أنه قد تعقبه المحدثون ، فقال العراقي : لم أر له أصلاً . انتهى. وقد أورده حقى فى تفسيره أيضاً فى عدة مواضع. وقد روى الطبراني عن أبي عتبة الخولاني رفعه : إن لله آنية من أهل الأرض وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبها إليه ألينها وأرقها ، وفي سنده بقية بن الوليد يدلس لكنه صرح بالتحديث. قال الهيثمي إسناده حسن وقال شيخه العراقي فيه بقية بن الوليد وهو مدلس لكنه صرح بالتحديث فيه. وذكر العجلونى فى كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس عن النجم ما رواه ابن ماجه عن أبي عنبسة بلفظ "إن لله آنية من أهل الأرض، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبها إليه ألينها وأرقها". وهو شاهد لما هو دائر على ألسنة الصوفية وغيرهم: "ما وسعني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن". وقد ذكر فى هدية العارفين وكذا فى كشف الظنون أن من مؤلفات الإمام عبد الكريم الجيلي "لوامع البرق الموهن في معنى ما وسعني ارضي وسمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن" قال: وهو الجزء التاسع من الناموس الأعظم. انتهى. (3) حَدِيثُ : "أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ، إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ..." - الْحَدِيثُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ . | |
|
فراج يعقوب
عدد الرسائل : 44 تاريخ التسجيل : 25/11/2008
| موضوع: رد: مقام قلب الولاية - مدد يا سيدي سلامة الجمعة ديسمبر 07, 2012 3:15 pm | |
| جزاكم الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم | |
|