فقير الاسكندرية Admin
عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: مولد وصاحبه حاضر.. وأيما حضور الثلاثاء يوليو 14, 2009 10:47 am | |
| الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ذي الفضل والاختصاص والصلاة والسلام على من رفع الالتباس وآله وصحبه خيار الناس أما بعد... سلام الله عليكم ورحمته وبركاته... اعتاد الناس على ترديد عبارة "مولد وصاحبه غايب – غائب" من آن لآخر، وهي تشير إلى أن: "كل واحد في وادي" فالكثير ممن يحضرون المولد غافلون غفلةً تامة عن صاحبه، ولكننا هنا اخترنا أن نكتب هذه المقالة بعنوان: "مولد وصاحبه حاضر.. وأيما حضور" إنتهينا منذ أيام من احتفالات مولد العارف بالله سيدي أبي العباس المرسي رضي الله عنه، وكنا قد دعوناكم قبلها لحضور الأمسيات الثقافية الصوفية التي تعقدها جمعية أحباب الشيخ أبو حامد الراضي، ونتكلم الآن عن هذا الأمر بعد أن تم بحمد الله على الوجه الأكمل. إن شدة الحضور الروحاني لسيدي أبي العباس المرسي رضي الله عنه في الأمسيات التي أقيمت لأمر يعرفه أهل الذوق، ومن ذاق عرف. ولكننا نتكلم هنا عن الحضور المعرفي في ذهن من حضر الأمسيات الثقافية الصوفية التي تم عقدها في ليالي الإحتفال. إن الكثيرين يحضرون موالد العارفين ومعرفتهم بالمحتفى به قليلة يسيرة، وكلما ازداد المرء معرفةً بالمحتفى به ازداد حضور المحتفى به في ذهنه، وهذا يزيد تأهيله لاستشعار الحضور الوجداني، وما وراء ذلك مما يعرفه أهله. إن الإبداع الصوفي الذي افتتحه سيدي العارف بالله رزق السيد عبده الحامدي الشاذلي وأقامه السنين الطوال من إقامة الأمسيات الثقافية الصوفية التي يقتسمها الرواة مع الإنشاد الديني لتعريف الناس بالمحتفى بهم من الأولياء، لهو تجربة فريدة تستحق أن تؤخذ في الحسبان ويُقتضى بها لما فيها من نشر تراث المحتفى به، وتعريف الناس به،
من هو؟ ما هي مدرسته في التصوف؟ ما هو منهجه في السير إلى الله؟ ما أقواله؟ ما هي أحواله؟ من هم أساتذته؟ ومن هم تلاميذه؟ كيف نسير على دربه، وننتفع بعلومه ومعارفه؟ ولقد أحسنت جمعية أحباب الشيخ أبو حامد الراضي عندما سارت على نهج العارف بالله رزق السيد عبده الحامدي الشاذلي فأقامت الأمسيات الثقافية الصوفية هذا العام في احتفالات مولد سيدي أبي العباس المرسي وكما فعلته مراراً منذ أنشئت منذ نحو تسع سنين. إن افتتاح المولد بأمسية ثقافية: "في رحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم" لهو خير افتتاح فإن سيدي أبي العباس المرسي رضي الله عنه ما كان ليصل إلى هذه الدرجات والمقامات في المعرفة واليقين لولا انتسابه لخير المرسلين واقتضائه به، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مفتاح كل خير، وأصل كل نور. ثم إن اختيار الليلة الثانية لعقد الأمسية الثقافية – من رجال الشاذلية – واختيار ثلاثة من تلاميذ سيدي أبي العباس المرسي للتحدث عنهم لهو اختيار موفق فإنه يُعرف الأستاذ بتلاميذه، وكما قال سيدي أبو الحسن الشاذلي كتبي أصحابي، وكان اختيار التلاميذ موفقاً إذ هم: - سيدي ياقوت العرشي - سيدي ابن عطاء الله السكندري - سيدي محمد شرف الدين البوصيري وهؤلاء الثلاثة كلٌ منهم بحرٌ عميق من بحارِ التصوفِ الرائق، وأستاذٌ من أساتذة هذا الفن، وإن كانوا ينتمون لأستاذٍ واحدٍ فقد تنوعت ألوانُهم مما يعرفك سعةَ شيخِهم ليسع تلك الألوانَ الجليلة، ولذلك كان يُطلق على سيدى أبى العباس المرسى رضى الله عنه شيخُ المشايخ. وأكثر الطرق الشاذلية في هذا الزمان يتصل سندها بسيدي أبي العباس المرسي إما من طريق سيدي ياقوت العرشي أو من طريق سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنهما وأما الإمام البوصيري فمجالس البردة الشريفة التي هي قصيدته المشهورة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ومطلعها "أمن تذكر جيرانٍ بذي سلم" – ومجالسها منتشرة في جميع البلدان فرضي الله عن منشئها. ثم أتت الليلة الثالثة من الأمسيات الثقافية لتتوج هذا الحضور، فقد كانت الجزء الثاني من أمسية – من رجال الشاذلية – وكان الكلام فيها عن ثلاثة: سيدي أبي العباس المرسي المحتفى به، وسيدي أبي الحسن الشاذلي شيخه ومؤسس الطريقة الشاذلية فكان الكلام عليه تعريفاً بالمدرسة الشاذلية التي انتمى إليها سيدي أبي العباس المرسي لا سيما وقد قال له سيدي أبو الحسن الشاذلي: ما صحبتك إلا لتكون أنت أنا وأنا أنت، فكان الكلام عن أيهما كلاماً عن الآخر، ثم كان ختام هذه الليلة بالكلام على سيدي سلامة الراضي مؤسس الطريقة الحامدية الشاذلية المنتقل إلى جوار الله سنة 1939م وكان ذكره توضيحاً لسريان المدرسة الشاذلية التي انتمى إليها سيدي أبو العباس المرسي إلى وقتنا هذا. مع كل هذا الحضور الذهني لدى من حضر هذه الأمسيات الثقافية لمولد سيدي أبي العباس المرسي كان لا بد من الشعور بشدة حضوره الوجداني والروحاني لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. وصلى الله على خير البرية وآله وصحبه وسلم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. | |
|