فقير الاسكندرية Admin
عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: بين الجلاء والاستجلاء: القلب المحمدي الخميس سبتمبر 24, 2009 12:42 pm | |
| الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله فاطر السموات والأرض، والصلاة والسلام على من شرع السنة والفرض. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ سلام الله عليكم ورحمته وبركاته أما بعد.. سبق لنا أن سطرنا مساهمة بعنوان: في السموات والأرض على الرابط: https://ahbabalex.ahlamountada.com/montada-f2/topic-t105.htmونستكمل اليوم هذه الكلمة في هذه المساهمة بعنوان: بين الجلاء والاستجلاء: القلب المحمدي
قال الله تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ ..." [فصلت : 53]. سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا "الكونية والغيبية والإنسانية" فِي الْآفَاقِ "الوجودية" وَفِي أَنْفُسِهِمْ "القرآنية" حَتَّى يَتَبَيَّنَ "مجمع البحرين وفارقهما: الإنسان الكامل". المراد هنا الإشارة إلى المضاهاة التي حدثت من الانفطار الذي هو فتق الرتق، وبهذا الفتق الذي حقيقته هي الفصل والفرق يتبين ويظهر ما كان مجتمعاً في الغيب الكلي المسمى رتقاً. إنَّ حقيقة هذا الفصل الذي به تتميز رتب الحقائق على ما هي عليه وتظهر وتتجلى لا تنفصل عن حقيقة اللسان والكلام الذي يتم به البيان والتبيين، ومن هنا كان القرآن هو الفرقان الأعظم، وهذه الحقيقة هي نفسها الحقيقة التي يتم بها التنفيس عن مكنونات كنوز الغيب المسماة أسماءً وصفات، وبها يتم ظهور المراتب وترتيبها وجلاء الحقائق وبيانها، ومن هنا كان فتق الرتق هو عين قوله تبارك وتعالى: "كُنْ". وظهرت المضاهاة بين الآيات الكونية والأنفسية بانفصال الغيب عن الشهادة وتباينهما واجتماعهما بالفاتحة، ومن هنا كانت حقيقة أن السير الآفاقي بالنظر في عالم الملك يناظر ويضاهي السير الأنفسي في عوالم غيب الإنسان، وكلاهما مردودٌ إلى الحق الذي هو العمود الغيبي الذي تدور به رحى السموات والأرض. ولما كان منطوق الآية يشير إلى أن كل آية كونية تحتاج إلى أفق تظهر به وتتجلى كذلك فإن كل آية أنفسية لا تظهر ولا تتجلى إلا بأفق هو الإنسان الذي هو أفق الأفق فلا تتجلى حقيقة إلا بظهور الإنسان الذي به يتم ظهور البيان وتمييز المراتب وتعيينها وتمام جلائها واستجلائها، حتى الاسم "الله" مع قوله: "كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ" (1) فإن الإنسان الكامل مندرجٌ في تمام ظهور الاسم "الله" مع عدم المغايرة، فالمنفي ليس وجود أو ظهور الإنسان الكامل بل مغايرته للإسم "الله"(2)، وبذلك نشر الكتاب وتم وتحققت الحقائق وانجلت وتعينت آفاق كل أمة في اليوم السابع بتمام الاستواء الذي هو الاعتدال الحقي الذي ظهرت به كمالات ومحامد كل شيء في القلب المحمدي "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (3). ________ (1) رواه البخاري في صحيحه عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. (2) تنزل شرعي: فقولنا: "لا إله إلا الله"، مع ما تحويه من نفي الأغيار في حضرة الألوهية وأن ليس ثم غير، التي هي عين نص الحديث السابق: "كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ" – قولنا هذا "لا إله إلا الله" لا ينفي "محمد رسول الله" بل يستدعيها ويثبت العبد الكامل صلى الله عليه وسلم المندرج في حضرة الألوهية لا على سبيل المغايرة، وهو التعين الأول لها، فكانت الحقيقة المحمدية هي التعين الأول لحضرة الألوهية، فظهرت الحضرة المحمدية فيها ثم تنزلت عن طريق النفس الرحماني إلى حضرات الربوبية المختلفة التي هي مجال كل سلوك. (3) [القلم : 4] | |
|