مرادي منك نسيان المراد *** إذا رمت السبيل إلى الرشاد
وأن تدع الوجود فلا تراها *** وتصبح ماسكا حبل اعتماد
إلى كم غفلة عني وأني *** على حفظ الرعاية والوداد
إلى كم أنت تنظر مبدعاتي *** وتصبح هائما في كل وادي
وتترك أن تميل إلى جنابي *** لعمرك قد عدلت عن السداد
وودي فيك لو تدري قديم *** ويوم ألست يشهد بانفرادي
فهل رب سواي فترتجيه *** غدا ينجيك من كرب شداد
فوصف العجز عم الكون طرا *** فمفتقر بمفتقر ينادي
فبي قد قامت الأكوان طرا *** وأظهرت المظاهر من مرادي
أفي داري وفي ملكي وملكي *** توجه للسوى وجه اعتمادي
فحدق أعين الإيمان وانظر *** ترى الأكوان تؤذن بالنفاد
فمن عدم إلى عدم مصير *** وأنت إلى الفنا لا شك غاد
وها خلعي عليك فلا تزلها *** وصن وجه الرجاء عن العباد
ببابي أوقف الآمال طرا *** ولا تأتي لحضرتنا بزاد
ووصفك فالزمنه وكن ذليلا *** ترى مني المنى طوع القياد
وكن عبدا لنا والعبد يرضى *** بما تقضي الموالي من مراد
أأستر وصفك الأدنى بوصفي *** فتجزى ذاك جهلا بالعناد
وهل شاركتني في الملك حتى *** غدوت منازعي والرشد باد
فان رمت الوصول إلى جنابي *** فهذي النفس فاحذرها وعاد
وخض بحر الفناء عسى ترانا *** وأعددنا إلى يوم المعاد
وكن مستمطرا منا لتلقى *** جميل الصنع من مولى جواد
ولا تستهد يوما من سوانا *** فما أحد سوانا اليوم هاد