ترياق لما أصاب ويصيب

عدد الرسائل : 26 تاريخ التسجيل : 05/11/2008

الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتى وسادتى
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد...
فإنى أحمد الله إليكم الذى لا إله إلا هو حمد الفقير الضعيف المسكين العاجز، وأصلى وأسلم من الأزل إلى الأبد على من لم يأت مثله أحد، فهو عبد الواحد الأحد، صلوات الله وسلامه عليه وعلينا به ليصلان ما تشتت منا بجنابه الشريف، ويشملان آله وصحبه على وجه لطيف، ويتجولان فى الملك والملكوت ليجبرا كسيرٍ ضعيف.
ثم أما بعد...
فهذه أحاديث شريفة تأملها أخى الحبيب، فهى ترياق لما أصاب ويصيب، فاصبر بلا بكاءٍ ولا نحيب.
يقول من كان نبياً وآدم بين الروح والجسد صلى عليه الواحد الأحد: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" رواه مسلم.
ويقول وهو السارى سره فى كل أحد: "إن لله ضنائن من خلقه يغذيهم في رحمته. محياهم في عافية ومماتهم في عافية ، وإذا توفاهم توفاهم إلى جنته. أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم منها في عافية". – اللهم اجعلنا منهم - كنز العمال - (4 / 426): (الحكيم طب حل عن ابن عمر). فاحرصوا على ذلك يا أهل العافية.
ورُوِىَ عن عبد الله بن مسعود قال: قرأت فى أذن مبتل فأفاق. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قرأت في أذنه؟ قال ابن مسعود: قرأت " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا" حتى ختم السورة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن رجلاً موقناً قرأها على جبل لزال".
قلنا وقد قيل:
وكم من رجال علوا جبالاً ** فنت ودكت والرجالُ رجالُ
فكونوا إخوتى هؤلاء الرجال. قلنا وإتماماً للفائدة ننقل لكم هنا كل ما قرأ هذا السيد من الرجال سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه وهو آخر سورة المؤمنون: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118) [المؤمنون : 115 - 118].

وعن عبد الله بن عمرو عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "لكل قرنٍ من أمتى سابقون" قلنا فقوموا يا سابقى هذا القرن. وتوجهوا إلى الله على قلب رجل واحد أن يصلح الأمة ويكشف الغمة..
يا رب بهم وبآلهمِ ** عجل بالنصرِ وبالفرجِ
وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيار أمتى فى كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون. فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون. كلما مات رجل أبدل الله عز وجل مكانه وأدخل من الأربعين مكانهم. قالوا يا رسول الله دلنا على أعمالهم؟ قال: يعفون عمن ظلمهم. ويحسنون إلى من أساء إليهم. ويتواسون فيما آتاهم الله عز وجل.
إخوتى فهذه صفتهم. فهل يمكن أن يكون على وجه الأرض من يكره من هذه صفته؟
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن لله عز وجل خواصاً يسكنهم الرفيع من الجنان. كانوا أعقل الناس. قلنا يا رسول الله وكيف كانوا أعقل الناس؟ قال: كانت همتهم المسابقة إلى ربهم عز وجل والمسارعة إلى ما يرضيه. وزهدوا فى فضول الدنيا ورياستها ونعيمها وهانت عليهم فصبروا قليلاً واستراحوا طويلاً.
وصلى الله على من لولاه ما صبر صابر وما طار طائر وما اهتدى حائر وعلى آله وصحبه ما مر على هذه العجالة عابر أو غفل عنها غافل وكابر والحمد لله هو لكسرنا جابر.

Admin عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008

اللـه عليك يا فقيه
فعلا أسرار فى أنوار وأنوار فى أسرار