فقير الاسكندرية Admin
عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: المعونة على قدر المؤونة – مجهول 21 الثلاثاء مايو 10, 2011 12:37 pm | |
| . الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذى إياه نستعين والصلاة والسلام على المصطفى الأمين وآله وصحبه أجمعين. أما بعد... سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. روي من حديث أبي هريرة و أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن المعونة تأتي من الله على قدر المؤنة ، و إن الصبر يأتي من الله على قدر البلاء" والحديث له طرق وحسنه الألبانى. والمؤنة أو المؤونة اسم لما يتحمله الإنسان من ثقل النفقة التي ينفقها على من يليه من أهله وولده (التعريفات للجرجانى). والمؤونة عموماً هى الثقل، فالأمر يتعدى النفقة إلى كل ثقل يتحمله الإنسان فى سبيل من يعول، وقد يتعدى ذلك إلى كل خدمة يؤديها السائر إلى الله لأهله أو عياله أو إخوته فى الله أو أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم. ومن دقيق نظر بعض السائرين إلى الله أنهم ما أن يفرغوا من خدمة أو نفقة إلا وينشغلون بغيرها فإنهم يعانون عليها قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: "فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ" (8) [سورة الشرح : 7 ، 8]. وهذه القصة التى أسردها قصة حقيقية تبين لكم مثالاً واضحاً لهذا الأمر، فإنه حج صاحب هذه القصة - مع أهله وخالته فى إحدى السنين، وذهب لرمى الجمرات بمنى وقد أوكله أهله عنهم، فرمى الجمار وخرج من الرمى وهو يحس أنه كأنه فى يوم الحشر من شدة الزحام وشدة الحر، وكانت درجة الحرارة المعلنة رسمياً 57 درجة مئوية، والفعلى عادة قد يتعدى المعلن، المهم أنه عاد إلى مخيم الحج، فوجد أهله يبكون فإن خالته كانت تجدد وضوئها ولكنها لم تعد للمخيم، فذهب للبحث عنها وأخذ الإتجاه المعاكس من الميضأة للمخيم فلعلها سلكته بالخطأ، وأخذ يسأل الناس عنها إلى أن أخبره بعضهم بأنه سقطت سيدة مسنة لعلها هى وأنها مصابة بضربة شمس ونقلتها سيارة الإسعاف، فسأل إلى أين تنقل سيارات الإسعاف المصابين، فقالوا: مستشفى منى العام، فذهب إلى المستشفى والحر شديد وسأل عنها فقالوا لم يأت اليوم أية مصرية، فرجع إلى المخيم فلم يجدها، فطلب من سيارة المخيم مرافقته للبحث حين قيل له إبحث فى مراكز ضربات الشمس المختلفة فى منى، فرفضوا إخراج سيارة المعسكر معه، فتوكل على الله وذهب يبحث، ولم يلبث أن دله بعض أهل الخير أن يذهب لمركز الإسعاف الرئيس ويسألهم أين ذهبتم بها ففعل، فقابل سائق سيارة الإسعاف وقال له نقلتها إلى مستشفى منى العام باسم مجهول 21، فذهب فسأل عنها فقالوا نعم دخلت ولكنها مجهولة تركية وليست مصرية! قال لهم هل هى واعية قالوا: لا، قال فإنها خالتى فإن ملامحها تركية، وفعلاً وجدها هى وقد قاموا بعمل تحاليل لها وكانوا يشتبهون أن عندها غيبوبة سكر فقال لهم لا إنها ليست مصابة بالسكر، فبدأوا فى علاجها من ضربة الشمس والحمد لله، ثم ذهب للمخيم وأوصل ابنتها الطبيبة لها حيث تابعت حالتها. كل هذه الإنتقالات تمت فى حر شديد وإجهاد شديد ولكن الله أعان لأن صاحب القصة كان فى خدمة فنزلت المعونة على قدر المؤونة، حتى أنه بعد ذلك بيومين أو ثلاثة وعندما عادت خالته إلى المخيم واستقرت الأمور أصيب صاحب الواقعة بضربة شمس حال كونه فى الظل فإن الخدمة كانت قد انتهت وقتها فتأمل ذلك، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله على ما تفضل وأنعم. | |
|