فقير الاسكندرية Admin
عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: العبودية والخصوصية الإثنين سبتمبر 29, 2008 1:04 pm | |
| الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من هو بالمؤمنين رؤوف رحيم وآله الطيبين وأصحابه الطاهرين وبعد...
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. الفقرة التالية هي جزء من رد من الفقير على أحد الإخوة في منتدى آخر بخصوص فقرة من كلام سيدي الشيخ الأكبر نفعنا الله به وبحبه وبعلومه في الدارين.
ولما قد سألني من لا يسعني مخالفته إلى جعلها مشاركة منفصلة ثم انبنى عليها اشارات في مشاركات أخرى وامتثالاً لأخي الكريم ولتجد الإشارات موضعاً فقد ذكرناها ها هنا.
فنقول بعون الله تعالى: اعلم يا سيدي أنه إذا أُطلِقَ لفظ "العبد" فإن العبد المحض بالأصالة هو الجامع المانع الفاتح الخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المتصف بمقامات العبودية كلها، وهذه المقامات إنما عنه تورث، وفي الحقيقة فلا عبد لله إلا هو صلى الله عليه وسلم، وكل من يطلق عليه ذلك فإنما لكونهم رقائقاً محمدية، فإنه صلى الله عليه وسلم هو الموصوف بـ(عبده) في المقامات الست المذكورة في القرآن:
1) سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ [الإسراء/1] 2) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ [الكهف/1] 3) تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ [الفرقان/1] 4) أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر/36] 5) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى [النجم/10] 6) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [الحديد/9]
والمقامات الست المذكورة أعلاه للنبي صلى الله عليه وسلم كان فيها معه جبريل عليه السلام فنال من أنوار عبوديته صلى الله عليه وسلم في هذه المقامات الست المشيرة لأيام الخلق الست.
ثم انضاف إليها "عبد الله" جاءت في قوله: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا [الجن/19]
والدعاء مقام قرب محق مشاركة الغير قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ [البقرة/186]
فانفرد صلى الله عليه وسلم في هذا المقام السابع الخاتم المشير للرحمة الرحيمية والمشير ليوم الجمعة الجامع، ثم إندرجت أمته فيه بالتبعية، ولما كان كلمة الله عيسى عليه السلام من أمته صلى الله عليه وسلم الخاتمة، نال من بركة هذه الجمعية فقيل في حقه: َقالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا [مريم/30] ثم كل من يتصف بالعبودية وينال منها شرفاً فبقدر وراثته من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يكون كلمة من كلمات الله التامات.
وقد نص الحديث على المائة رحمة كما جاء في مسند أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ فِي الْجَنَّةِ أَحَدٌ وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ الْجَنَّةِ أَحَدٌ خَلَقَ اللَّهُ مِائَةَ رَحْمَةٍ فَوَضَعَ رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ خَلْقِهِ يَتَرَاحَمُونَ بِهَا وَعِنْدَ اللَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ رَحْمَةً".
إذا علمت ما سبق فدعنا نستكمل الكلام وهو أنه كما انقسمت الرحمة الرحيمية إلى مائة كذلك تنقسم مراتب الرحمة الرحمانية إلى ستمائة ((الست السابقة (من الآيات الست وأيام الخلق الست) مضروب ذلك في 100)).
والست هي مقامات الرحمة الرحمانية المعدودة في الآيات الست المذكور فيها لفظة (عبده) والتى اقتبس فيها سيدنا جبريل من أنوار العبودية المحمدية، وكانت الستمائة هي مراتب النَفَس الرحماني.
قال الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر الجامع للعلوم العالي عن الفهوم رضى الله عنه فى الفتوحات المكية:
"وقسم الله هذه الرحمة المركبة على أجزاء معلومة أعطى منها جبريل ستمائة جزء بها يرحم الله أهل الجنة وجعل بيده تسعة عشر جزأ يرحم بهذه الأجزاء أهل النار الذين هم أهلها يدفع بها ملائكة العذاب الذي هم تسعة عشر كما قال تعالى عليها تسعة عشر وأما المائة رحمة التي خلقها الله فجعل منها في الدنيا رحمة واحدة بها رزق عباده كافرهم ومؤمنهم وعاصيهم ومطيعهم وبها يعطف جميع الحيوان على أولاده وبها يرحم الناس بعضهم بعضاً ويتعاطفون كما قال الله أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض والظالمين بعضهم أولياء بعض والمنافقين بعضهم أولياء بعض كل هذا ثمرة هذه الرحمة فإذا كان في الآخرة يوم القيامة ضم هذه الرحمة إلى التسعة والتسعين رحمة المدخرة عنده فرحم بها عباده على التدريج والترتيب الزماني ليظهر بهذا التأخير مراتب الشفعاء وعناية الله بهم وتميزهم على غيرهم". انتهى المقصود نقله من كلام الشيخ الأكبر. | |
|