بسم الله الرحمن الرحيم
يتصل نسبه الشريف بسيدى ابى طقيه رضى الله عنه الكا ئن مسجده و ضريحه ببلدة ريده من اعمال مركز المنيا و جده القريب سيدى العارف بالله حامد الريدى المقام مقامه و ضريحه و مسجده بمدينة المنيا و كان من اسرته الكريمه عمه السيد عبد الرحمن و قد عاش طول حياته صائما قائما ناسكا و منها الولى المقرب الحاج ناصر و ضريحه عند باب درب محجوب ببولاق مصر و قد تحولت اسرته الكريمه من الأراضى الحجازيه و اتخذت ريده مقرا لها ثم انتقل ابواه الى القاهرة حيث نزلا فى بيت مجاور لسيدى سعيد ببولاق
مولده رضى الله عنه تنفست ليلة 16 رجب الفرد من عام 1284هجريه الموافق 1867 ميلاديه عن مولده الكريم ببولاق بمنزل يجاور مسجد سيدى سعيد رضى الله عنه و من ابوين شريفين فوالده السيد حسن سلامه المكنى بالراضى وكان يصلى فى اليله مائة ركعه
تهجدا وقد سافر الى الحجاز سيرا على الأقدام وو الدته السيده الشريفه بدويه و هذه قد بلغ من صفاء معدنها ان رأت ليلة القدر اربعة مرات
و كان لفرط شفافيتها كانت تشاهد المؤمنين من الجن و الكثيرين من الأولياء المتقين رضى الله عنها وعنهم اجمعين
طفولته رضى الله عنه
حفظ رضى الله عنه القرآن الكريم و تعلم مبادئ غنيه من الحساب و اجاد الخط الفارسى فى مطاوى السنه السادسه من سنه ووضع كتيب فى الأدب و الأخلاق فى التاسعه من عمره المبارك و تحتفظ المكتبه الحامديه بنسخه منه الى الآن
بدء جهاده رضى الله عنه
ان سيدى سلامه الراضى رضى الله عنه قد لاحت امامه معالم الطريق بعد ان صفت روحه من العلاقات الحاجبه و تطهر قلبه من اكدار الدنيا و شوائب الحياة و شاهد ربه بعينا بصيرة و تحقق بحقيقة الأسرار الربانيه و تطهر فى بحار الأنوار القدسيه و يخبر عن نفسه رضى الله عنه فيقول
واعلم انى ذ كرت الله كثيرا فمن اورادى انى كنت اذكر لا إله إلا الله فى اليله الواحدة اثنى عشر الف مرة و مكثت على ذلك الأعوام ثم كنت اذكر الله بالأسم المفرد الله فى كل ليلة ثلاثين الف مرة و داومت على هذا الأسم
ست سنين و كنت اصوم من السنه نحو ثلاثمائه يوم
ومع الصيام كنت اداوم على الرياضه غاليا فيها فلا آكل ما فيه روح ولا خرج من روح و اصلى الصبح بوضوء العشاء عده من السنين و كنت لا ادع الوضوء فكل احيانى اكون على طهاره و اعتزلت النساء فى المضاجع
و مكثت اعزب مدة تقارب السنتين و كان لى مسبحه طويلة غليظه
يبلغ طولها ذراعا و نصفا و حباتها فى حجم الليمون الصغير
و كنت لا اجالس احدا من الناس إلا قليلا من اخوانى فى الله
ومع هذا كنت اصلى على النبى صلى الله عليه و سلم ساعاتين من الساعات العاديهرغم انى كنت مصابا بداء البواسير و كنت انزف الدم الغزير الذى يستمر الشهر و الشهرين حتى اصبحت نحيفا ضئيلا و كأنى نشرت من قبراو كأن الله لم يخلق فى جسمى دما فضلا عما كان
يصادفنى من اهلى و من اصحابى و بقية الناس من العذل و اللوم من الشماته و التوبيخ و كل هذا لم يئن عزمى عن التوجه لله تعالى
و مع هذا كله لم يفتح الله عين بصيرتى و لم افز بالوصول ولا بارقه
إلا الشيئ اليسير الذى يكون عند اهل الطريق لأطفالها و لما ضاقت نفسى و كدت اقع فى اليأس بعد جهادى الذى اشرفت فيه على الهلاك و بذلت فيه روحى و تخليت من دنياى و لم ابالى ما فاتنى منها و هجرت اصحابى كل هذا ذهب هباء منثورا و الحبيب لم يسمح بنظرة و الباب لم يفتح للمسكين و فصرت حائرا و علمت ان هذا الأمر لا يخرجنى عنه إلا عناية الله ثم بركة اشياخى وقد كان استاذى غائبا فى سفر ولم يتيسر لى مواجهته او مكتابته ووجدت نفسى منقطعا فتوجهت بقلبى الى ربى ارجو من رحمته ما اهتدى به سواء السبيل فلم اشعر إلا و الهاتف قد نادانى يا هذا إنما الحيلة فى ترك الحيل فعلمت انى فى مجاهدتى
التى سرت فيها بهذه الشده كنت محتالا وان الحق عزيز لا ينال بالتعمل و لا يوصل اليه بحيلة و ان الوصول لا يكون إلا بمحض فضله و منته فألقيت سلاحى و قللت ن حدةالسير إشفاقا على حياتى
و داومت على ذكر الله لا لعلة وصول و لا غيره فوافانى من ربى الرضا و نور قلبى و هدانى طريقه
و من على و انعم فله الفضل و المنة
مؤلفا ته رضى الله عنه
النفحة المحمد يه : و هى مجموعة حكم قد سيه نورانيه
شرح الوظيفه الشاذليه : و هى شرح وافى كامل لدعاء و توسلات سيدى ابى الحسن الشاذلى رضى الله عنهم
الجوهرة الحامديه : وهى صلاة على الرسول صلى الله عليه و سلم و مدح فيه
تلقين الطريق : و هى صيغه وضعها رضى الله عنه تقرأ عند تلقين الطريق
المنح الحامديه : و هى حكم و امثال تتناول اغراضا شريفه
الجواهر : وهى مقالات صوفيه واناشيد و مدح فى الرسول صلى الله عليه و سلم
نفحات العشاق : وهى مقالات صوفيه و اناشيد و مدح فى الرسول
غنيه المنشد : وهى مقالات و اناشيد ومدح فى الرسول
الفيوضات إلالهيه : وهى مقالات و مدح فى الرسول
مظهر الكمالات فى مولد سيد الكائنات : وهو يتناول السيرة النبويه نظما و نثرا
أسئلة فى البسملة: وهى شرح يتناول اسرارها و انوارها و نواحيها القدسيه
الموعظه الحامديه : وهى موعظه د ينيه ترمى الى تهذيب النفس و تقويم الطباع
السلسله الذهبيه : هى عنعنه تصل بأشياخ الطريق الى الرسول صلى الله عليه و سلم
نظام الروابط : وهو كل ما يربط قلب التلميذ بشيخه
النصيحه : وهى مجموعة نصائح تتناول احوال المريد مع شيخه
رسالة فى الأثر الشريف : وهى تتناول بالشرح فضل سيدنا صهيب
رسالة الإنسانيه : وهى رسالة طبيه
دفتر الديوان : وهى مجموعه زجليه ترمى الى حكم و أخلاق
أسئلة فى التوحيد : وجهت الى دار الأفتاء و ترجم بعضها الى الإنجليزيه
قانون الطريق : بحث فى نظام تكوين الجماعات و روابط الأخوان
شرح الخمريه : شرح فى اصطلاحات الصوفيين
حزب تفريج الكروب : يقرأ عند الملمات
الكمال فى الملامح صدف : معان لطيفه و إشارات ساميه
حزب الإخلاص : هى ادعيه يستنجد بها العبد بربه فى غفران السيئات
رسالة المنتظر : فى بعض إخوان انقطعوا عن عملهم
إجابة اسئلة الدكاترة : وهى شرح للذكر و القرآن وما يتبعها من تجليات المستشرقين
الرسائل الحامديه : وهى ست رسائل ارسلت الى سيدى ابراهيم سلامه
كراماته رضى الله عنه و ارضاه : الكرامه الأولى
كان سيدى سلامه الراضى رضى الله عنه و ارضاه لم يرث عن ابنائه و اجداده مشيخة طريق بل نشأ
كفرد كباقى الأفراد ليس له ولا لأبويه من خزائن الأرض إلا ستر الله الجميل فما وقف على قدميه
اودعه ابوه مكتب الحى فحفظ القرآن الكريم فى مطاوى السنه السادسه فما ان حفظ القرآن الكريم
واجاد الكتابه حتى ادخله والده مدرسه أبتدائيه عامه يواصل فيها تعليمه ولكن كان لطبيعته الصافيه ميول لا تستقيم مع هذا اللون من التعليم فأعتزل مدرسة الحى وبدأ يتذوق طعاما آخر من ابهى العلوم وهو علوم الصوفيه فأبحر فى بحور هذا العلم حتى فاضت هذه الأنوار القدسيه و الأسرار العرشيه
و اللطائف المحمديه من باطنه و ظاهره فرأى فيه السعداء من الناس تجليات فتحوطوا به تحوط النحل بالخليه
فتكونت جماعات و جماعات حتى وصل اعدادهم ما بين المشرق و المغرب من رجال الحامديه الشاذليه
كأبناء لسيدى سلامه الراضى رضى الله عنه و ارضاه وجرى اسم الشيخ الجليل على لسان الصغير و الكبير
و ذاع سيطه فى كل مكان من الأرض و اتى اليه شباب مسيحيون بايعوه على الطاعه و اخذوا على يديه رضى الله عنه الطريق بعد ان اسلموا وانها والله لكرامة من الله تعالى لشيخنا و سيدى سلامه رضى الله عنه
ان يجعل الله تعالى الناس تلتف حوله و يهدى الله به كل هذه الجماعات فى مشارق الأرض و مغاربها
و ان يحفظ الله تعالى ابناء الشيخ من الضياع و ان يزالوا على الولاء لله تعالى و لسيدى سلامه
رضى الله عنه و ارضاه و يحفظون عهده
الكرامه الثانيه
علمنا ان شيخنا رضى الله عنه و ارضاه لم ينشأ من صغره على علوم مدنيه ولا مناهل ازهريه لأن هذا كله
لم يتمشى مع فطرته فمال رضى الله عنه كلية الى علوم الصوفيه و لم ينحنى امام مدرس فى مدرسه و لكن انحنت له الرؤوس وتفتحت له القلوب وقصده كبار العلماء فنزلوا فى مجلسه كطلبه والتحقوا بمدرسته كتلاميذ
فكان علم سيدنا رضى الله عنه علم الحقائق و الأسراروله رضى الله عنه و ارضاه مؤلفات عديده
شملت كل شيئ من العلوم الجليله
فهاتان هما الكرامتان الباقيتين ما بقى الليل و النهار يجرى نفعهما فى كل قلب و يسرى نورهما فى كل فرد
و له رضى الله عنه كرامات عديده ولكنى لم اذكر منهم إلا هاتين الكرامتين
وفاتة رضى الله عنه و ارضاه :
رفعت روحه الكريمه الى الرفيق الأعلى ثالث يوم الأضحى عام 1939 م فى منتصف الساعة الخامسه
من بعد ظهر يوم 31 يناير و دفن فى اول فبراير فى المسجد المجاور مسجد الشيخ سليم
و هو المكان الحبيب لسيدى سلامه الراضى رضى الله عنه و ارضاه الذى كان يحب ان يجلس فيه دائما
و هو على قيد الحياة ولكن بعد مرور عام من دفنه رضى الله عنه فى هذا المكان اخرج جثمانه الطاهر
و دفن فى مسجده الذى بناه الأخوان فى شارع خط الرملة امام بيت سيدى سلامه و منزله الذى كان يقيم فيه رضى الله عنه و ارضاه فيكون مسجده امام منزله رضى الله عنه
نفعنا الله تعالى بأنوار اوليائه و اسرارهم و رضى الله عنا برضاهم و حبهم و امدنا الله تعالى بمدده ومدد اولياءه الصالحين و الحمد لله رب العالمين [b]