إن القمر بطبيعتة رمزاَ للجمال يجذب النظر إليه ويتفاعل مع كل ناظراَ إليه بحسب حاله
فالقمر هو رمز للشريعة المحمدية التى تستمد حقيقتها ونورها من الشمس التى هى رمز للحقيقة الأحمدية
فالشمس بطبيعتها لا يستطيع أحد النظر اليها مباشراَ لشدة نورها الذى لايتحملة الخلق أجمعين
ولذا فقد ظهر سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالوجه المحمدى القمرى الذى تعامل به مع الخلق حتى يستطيع الخلق النظر إليه والتفاعل معه
وأخفى صلى الله عليه وسلم فى باطنه الوجه الأحمدى الشمسى الذى لا يقوى على تحمله أحداَ من الخلق
ولذافإن أحوال الخلق على مراتب كثيرة
فمنهم من غلب عليه الوجه القمرى وهم أهل الشريعة رضوان الله عليهم
ومنهم من غلب عليه نور الشمس بشدته وحرقته فأصيب بضربة شمس غيبته
ومنهم من غلب عليه هدى القمر وشدة حرقة الشمس فأصبح تارة يهيم وتارة يغيب
ومنهم الولى المرشد الذى جمع الوجهين معاَ يظهر بالوجه القمرى المتشرع ويبطن بداخله الوجه الشمسى الممتلئ بأنوار الوجه الاحمدى
فأصبح بذلك تابعاَ متبعاَ يهدى إلى الله على صراط مستقيم جمعت له الشريعة والحقيقة معاَ
فأصبح مرآة للحق تنعكس عليها جميع التجليات
فالولى المرشد تمحوه الشمس ويحيه القمر
كما قال سيدى سلامه الراضى رضى الله عنه
شمس الحقيقة تمحينا بدر الشريعة يحينا
ولذا يتضح لنا أن السائر إلى الله يسير باتجاه هذين النورين نور القمر ونور الشمس
فمنا من تتم ولادته وقت ظهور الشمس
ومنا من تتم ولادته وقت ظهور القمر
أو كما قال سيدى أبو الحسن الشاذلى
من سلك فملك ومن ملك فسلك