فقير الاسكندرية Admin
عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: ما هو المدد؟ وهل طالبه مشرك؟ الإثنين أكتوبر 27, 2008 3:15 pm | |
| الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العزيز الفعال والصلاة والسلام على كريم الخصال سيدنا محمد وآله وصحبه أشرف الرجال.
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته... وننقل لكم من مجموعة "ويسألونني" للعارف بالله رزق السيد عبده الحامدي الشاذلي حيث يقول سيادته:
ونستكمل خواطرنا حول ما ورد علينا من الأسئلة. فمنها أنهم يسألوننى عن المدد - ماهو وما قولكم فيما يقوله الوهابية ومن نحا نحوهم من طرق هذا الزمان فى أن طالبه مشرك وأن المدد لايطلب إلا من الله؟
فنقول مستمدين منه تعالى أن المدد هو أن يفيض الممد بعض ما أمده الله به على غيره. فإن الله سبحانه وتعالى إذا أعطى عبداً عطية فإنه يتركها له خالصةً يتصرف فيها كيف يشاء. يقول الحق تبارك وتعالى: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) . فأهل الدنيا يمدهم الحق تبارك وتعالى بمدده وبه يكتشفون ما فى المادة من أسرار يعملون على إظهارها، وهم لايعملون هذا بأنفسهم ولكن بإمدادات الحق تبارك وتعالى لهم. أما أهل الآخرة فلهم إمدادتهم التى توصلهم إلى معرفة الحق تبارك وتعالى والدعوة إليه وأخذ العبيد إلى سيدهم، فـ(لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَة) . والحياة الدنيا هى منذ ولادتهم إلى يوم القيامة لأن الحق تبارك وتعالى لم يقل لهم البشرى فى حياتهم الدنيا. ومن البشرى أن تكون لهم الكرامة بين محبيهم وعارفى فضلهم، وإذا كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بأن من الدعاء المستجاب دعاء الأخ لأخيه بظاهر الغيب ، فأى أخِ يدعو لأخيه تستجاب دعوته فما بالك بولىٍ أفاض الله عليه بمدده وجعله إماماً يُقتضى به. فالمدد هنا كأنى أقول للولى: "مدنى مما أمدك الله"، أو "أعطنى مما أعطاك الله". فإذا كان الولى أعطاه الله الخير فله أن يتصرف فيه كيف يشاء، وانظر إلى قوله تعالى لسيدنا سليمان عليه السلام: (هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) أى أنه سبحانه أعطى وترك حرية التصرف لمن أعطاه، قال تعالى: (قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا) فقد خيره تعالى فى الحكم الذى خلعه عليه كما خير سيدنا سليمان فى العطاء الذى أمده به. وفى الحياة العادية فإنك تطلب من شخصٍ ما أن يمدك بما تريد، فإن أردت مالاً طلبته منه، وقد يكون هذا الشخص تارك للصلاة مثلاً، كما أنك تستمد من علم الطبيب إذا مرضت ومن علم الصيادلة والعلماء بتركيبات الدواء رغم أن الشافى على الحقيقة هو الله، أفلا تستمع إلى قول سيدنا إبراهيم عليه السلام إذ يقول : (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) فإن هذا اسلوب قصر أى فهو - لا غيره - الذى يشفين. فأنت تعتقد أن الشافى على الحقيقة هو الله ولكنك تستمد أى تطلب المدد من الطبيب والدواء على سبيل السبب لا الخلق والإيجاد، فكذلك استمدادك من الولى على سبيل السبب فهو يفيض عليك مما أفاض الله به عليه وخالق المدد والذى يفيضه حقيقةً هو الله تعالى، قال عز وجل:
(وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) وقال تعالى :
(وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) وقال سبحانه:
(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) فالإيجاد وهو إخراج المدد من العدم إلى الوجود هو لله تعالى، ثم الإمداد وهو توالى المدد وعدم إنقطاعه هو لله تعالى، وهذا هو شهود القيومية، فالكل من الله والكل بالله، ولكننا مطالبون باتخاذ الاسباب والتماس الوسائل قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) وقال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ) – الآية . أى أنهم يلتمسون أيهم أقرب إلى الله ليتوسلوا به إليه. وقد ذكر نحوه بعض العلماء. ثم يجب علينا أن نبعد من قال (لا إله إلا الله محمد رسول الله) عن الشرك والكفر وما شابه ذلك، إذ لايعقل إطلاقاً أن تُشرك بالله أحداً من عباده تعلم أنه سيموت وتقف أنت وهو بين يدى الله، وقد نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمته ما يتهمه بها الوهابيون حيث يقول وهو الصادق المصدوق: "إِنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ أَوْ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا" . رواه أحمد والبخارى ومسلم عن عقبة بن عامر رضى الله عنه. وأما قولهم: كيف تطلب المدد ممن مات وانقطع عمله؟ فنقول: أما كون الولى قد مات وإنقطع عمله ففيها كلام لأن النبى صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث" - الحديث، والولى قد يكون جامعاً للثلاث فإن أولاده فى الروح والتربية يدعون له ويقرأون له الفواتح ونحوها، وهو قد ترك أيضاً علم ينتفع به فى السير إلى الله، وقد يكون له صدقات جاريات من باب "بكل تكبيرة صدقة وبكل تسبيحة صدقة"... وهو قد علم أبنائه دوام الذكر ورقاهم من ذكر اللسان إلى ذكر القلب إلى ذكر الروح إلى ذكر السر إلى ما شاء الله. ثم إن العمل المقصود ذلك العمل الذى يعود على صاحبه بالنفع من تعبد ونحوه، أما خصوصية الولى وقربه من الله وتوجهه إليه سبحانه فى قضاء حاجات المتوسلين به فذلك لم ينقطع لقوله تعالى : (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ) فهل انقطع ذلك بدخول القبر؟ بل لقد نص الله على حياة الشهداء (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ) وفى ذلك إشارة لحياة كاملة لا تستشعرها أنت فأيكما الميت وأيكما الحى، (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) . | |
|
عبد الله
عدد الرسائل : 5 تاريخ التسجيل : 05/12/2012
| موضوع: رد: ما هو المدد؟ وهل طالبه مشرك؟ الأربعاء ديسمبر 05, 2012 7:35 pm | |
| ما شاء الله تبارك الله اللهم امددنا بمددهم واسرارهم اللهم امددنا ببركاتهم | |
|