فقير الاسكندرية Admin
عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: إدعاء المشيخة والشيخ المرشد الخميس أكتوبر 30, 2008 2:48 pm | |
| الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المتجلي على عباده باللطف والرشاد، والصلاة والسلام على خير هاد، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه في كل ناد... سلام الله عليكم ورحمته وبركاته...
ويقول شيخنا العارف بالله رزق السيد عبده في مجموعة "ويسألونني": ويتساءلون فيقولون : هل يجوز لإنسانٍ أن يدعى المشيخة قبل أن يبذل مجاهدات يتم له بعدها الإشراقات الروحية والسير فى مدارج الرُقى الروحى؟
فنقول مستمدين العون من المولى تعالى: إن طريق القوم طريق مجاهدة ورياضة نفس ، والأمر يحتاج إلى دليل وشيخ مرشد وقد تكلم عن ذلك شيخنا وقدوتنا الشيخ سلامة الراضى فقال بعد كلامٍ طويلٍ عن الشيخ والمريد: " ثم إن الإنسان إذا جاهد نفسه وشيطانه وتطهر من ظلماتهما وكدوراتهما وقاذوراتهما وصفا قلبه من خواطرهما، فإن روحه تصقل مرآتها ويتجلى فيها أنوار الملكوت، وترد عليها أنوارٌ وأسرار ومعارف وفيوضات ومكاشفات، فإن كان ضعيفاً ولاخبرة له بذلك فربما آتاه الشيطان وأظهر له أشياء من هذا القبيل فيظنها السالك واردات من الحق، وفى الحقيقة هى من الشيطان، كما وقع لسيدى عبد القادر الجيلى رضى الله عنه أنه رأى نوراً ملأ ما بين السماء والأرض وسمع من يكلمه ويقول له: ياعبد القادر قد أبحت لك المحرمات، فقال سيدى عبد القادر: اخسأ يا لعين، وعرف أنه إبليس - ولما قيل لسيدى عبد القادر من أين عرفت أنه الشيطان؟ قال بقوله قد أبحت لك المحرمات، فإن الله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ﴾ فلذلك عرفت أنه اللعين ". ويستأنف سيدى سلامة الراضى فيقول: "والخطر والتلبيس فى هذا الطريق أكثر من أن يحصر. فإذا كان التلميذ فى حجر شيخ من الكمل فإنه لايخشى عليه من شئٍ مما يفاجئه فى السير. فالشيخ من آكد ما يجب فى طريق القوم لأنها طريق عويصة معالمها صعبة وأحوالها باطنية، لاتُعرف بالعين الباصرة الشحمية بل تُرى بعين البصيرة القلبية. فمن ظن أنه يسلك الطريق من غير مرشد فقد أخطأ الطريق وربما وقع فى الكُفر والزندقة، واستولى على قلبه الشيطان فصرفه حيث يريد من حيث لايشعر، وهو يظن أنه من الواصلين بل من أكبر العارفين ". ثم يستكمل سيدى سلامة الراضى مواعظه التى هى أساس وقواعد لأهل الطريق فيقول: "واعلم وفقنى الله وإياك أنه لا أقصد بما عرفتك به من أوصاف القوم المتصوفة الذين تصدوا للإرشاد قبل كمالهم محو أثر طريق القوم - حاشا وكــلا، بل ما قصدت إلا خيراً لى ولهم بأن يسعى كل إنسان منا فى تربية نفسه على يد شيخٍ عارف حتى يقوم لله بصحيح العبودية كما أمره، وإذا سعى كل إنسانٍ من أشياخ الطريق وتلامذتهم فى ذلك وتكمل على يد بعض الأشياخ فإن الله يجعل على يديه خيراً كثيراً، وتنتشر به طريق الله أزيد وأكثر مما هى عليه الآن، يكون أهلها خلاصة المسلمين وزبدة أهل الدين، ويكونون رحمةً فى الأرض - وحبذا لو اجتهدوا فى تعلم القدر الضرورى من علم الدين من فقهٍ وتوحيد، وذكروا الله هم وإخوانهم مع الكمال والآداب، والمحبة لله ولرسوله، والخوف والرجاء، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ولو أنهم يأمرون اخوانهم ربما كان كافياً، وبذلك نكون منتسبين لأهل الطريق محبين لهم محسوبين عليهم، ويمن الله عليهم بالقبول ويرضى عنهم الله ورسوله، ويصيرون من عباد الله الصالحين المقبلين على ربهم، وقد يفيض الله عليهم من البركات والخيرات الإلهية. وإن هذا السير وإن لم يكن وصف السالكين فى طريق الله تعالى وليس فيه تربية للنفوس على ما يراه العارفون، فإن ذلك يكون أحسن وأفضل من إقامتهم على ما هم عليه من البدع والخرافات، ويستمرون على ذلك متعطشين لمن يرشدهم إلى طريق الوصول، حتى يُقيض الله لهم من يأخذ بيدهم بمنه وكرمه" انتهى المقصود من كلام سيدى سلامة رضى الله عنه. ولنوضح لك بعض الأمر فاعلم أنه ينقسم الصادقون فى الطريق إلى قسمين: مريدٌ ومُراد وإن كان كلاهما مُراد مُختار، وقد أُشير إلى القسمين فى الوظيفة الشاذلية التى هى أحد أوراد الكثير من السادة الشاذلية حيث يقول: (وأيدنى بك لك بتأييد من سـلك فملك، ومن ملك فسلك) فالأول منهما: من سلك طريق القوم وجاهد فيها حتى انتهى إلى درجات الكمال وملك عوالمه. والثانى: من ملك فسلك، فهو قد اختارته العناية الإلهية وجذبته المواهب الربانية حتى ملك ثم أُمر بالسلوك والمجاهدة إلى أن يصل إلى أصول المشيخة. وكما نرى فإن كلاهما يجب أن يسلك، أى أنه لابد من السلوك وإلا سقط من عين الله، فلابد من أن يسلك ويجاهد. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ وقد قال الإمام الشعرانى فى اليواقيت والجواهر: "اعلم أن عدد منازل الأولياء فى المعارف والأحوال التى ورثوها من الرسل عليهم الصلاة والســلام مائتا ألف منزل وثمانية وأربعــون ألـف منـزل وتســعمائة وتســعة وتســعون منــزلاً (248999) لابد لكل من حق له قدم الولاية أن ينزلها جميعاً ويُخلع عليه فى كل منزل من العلوم ما لايُحصى". انتهى. وهذا الذى ذكره الإمام الشعرانى هو فى كل من حق له قدم الولاية أما أن يترقى ليصير شيخاً فإنه يجب عليه أن يمر بها جميعاً ثم تكون فيه الأهلية لأن يُسلِك مريديه فى منازل الطريق ويأخذ بأيديهم فيها ، علماً بأن طريق كل مريد يختلف عن الآخر، والشيخ يجب أن يجتمع فيه صلاحية تسليك كل منهم فى طريقه ولذلك ذكر الشيخ ابن عطاء الله السكندرى رضى الله عنه فى لطائف المنن أن شيخه وشيخنا الإمام أبا العباس المرسى رضى الله عنه قال فى قوله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ أى على معاينة، يعاين سبيل كل واحدٍ من الأتباع فيحمله عليها. وقال شيخه سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يارسول الله ما حقيقة المتابعة؟ فقال : (رؤية المتبوع عند كل شئ وفى كل شئ)". والمراد رؤية الشهود ولهذا نقل عنه وعن تلميذه سيدى أبو العباس المرسى رضى الله عنهما كلاً على حدة أنه قال بلفظً قريـــب: (لو حجبت عن رسول الله طرفة عين ما عددت نفسى من جملة المسلمين). وقال سيدى على الخواص رضى الله عنه: "لا يكمل الفقير فى باب الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يصير مشهوداً له فى كل عمل مشروع ويستأذنه فى جميع أموره من أكلٍ ولبسٍ وجماع ودخول وخروج فمن فعل ذلك فقد شارك الصحابة فى معنى الصحبة". ولنا كلام فى هذا المعنى ذكرناه فى بعض كتبنا وفى مقدمة إحدى الأمسيات التى عقدناها لمولد سيدى أبى العباس المرسى فننقل لك هنا طرفاً منها فنقول: إن الدعوة إلى الله بعد النبى صلى الله عليه وسلم لم تنقطع بإنقطاع النبوة فهى لاتزال مستمرة ولكن ليست تحت مسمى النبى. وإنما حددتها الآية الشريفة: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ فتحددت وظيفة الداعى إلى الله فى أمةالحبيب المصطفى بأمرين: • الأمـر الأول: وجود البصيرة (أدعو إلى الله على بصيرة). • والأمر الثانى: التبعية لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ . أى أنه من الضرورى أن يكون الداعى إلى الله من التابعين لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذوى البصائر. وقد يقال إن التابعين لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من صحب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط ، أو يقال إن البعية هنا هى العمل بالسنة دون رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنقول أن التبعية هنا وهى التى لابد أن تتوافر فى الداعى إلى الله هى تبعية على الحقيقة وليست مجازا إذ لابد أن يرى التابع المتبوع كشرط لتحقق التبعية. ولذلك اشترط وجود البصيرة. ووجود البصيرة لا يتأتى إلا بعد مجاهدات شاقة وبعد أن تتم البيعة بينه وبين الحق تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ وليس بعد النفس شئ يحرص عليه. فقد تخلى عن الدنيا بمباهجها وشهواتها وتحقق بقول الرسول الكريم: "موتوا قبل أن تموتوا وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا" ... فماذا بعد الموت عن الدنيا بكامل زخرفها وبهجتها ومحاسبة النفس الحساب الذى يخرجها عن الدنيا دون ذنب أو خطيئة إلا أن تنكشف البصائر وترتقى الأرواح فى معارج الرقى الإلهى؟
وقد يثار سـؤال آخر وهو كيف يرى التابع المتبوع وتستمر هذه الرؤية لضرورة إستمرار الدعوة إلى يوم القيامة وقد إنتقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وكيف يرى فى البرزخ؟ ولهذا نقول إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أوضح لنا إمكانية هذه الرؤيا ، فقد قال فيما يرويه البخارى: "من رآنى فى المنام فقد رآنى فإن الشيطان لا يتمثل بى، أو لا يتزيانى" وفى رواية: "من رآنى فقد رأى الحق". وهذه أول مراتب الرؤيا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا تكلمنا عن الرؤيا فلابد أن نوضح أمرا هاما، وهو أن كل من ادعى رؤيا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تظهر عليه آثار أنوار هذه الرؤيا فى العبادات وحسن الخلق والترقى فى مسالك العارفين، فرؤيته ليست رؤيا حقيقية وإنما هى خيالات أو رؤيا بالأمنية، فأنوار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لها تأثيرها على أحوال الرائى.
فإذا تطهرت جوارح الرائى بعد هذه الرؤيا وعمل بما يقربه إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يترقى لمرتبة أخرى أوضحها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففى الحديث الصحيح : "من رآنى فى المنام فسيرانى فى اليقظة فإن الشيطان لايتمثل بى" (رواه البخارى). فإذا وصل الرائى إلى هذه المرتبة من الرويا وتحقق برؤية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة فهنا تتحقق له التبعية ويكمل الداعى ويصبح داعيا إلى الله على بصيرة.
ولنذكر لك مثالاً لمجاهدات واحد من كبار العارفين وهوشيخنا وقدوتنا الشيخ سلامة الراضى رضى الله عنه حيث يقول: "اعلم أنى ذكــــرت الله كثيراً، فمن أورادى أننى كنت أذكر (لا إله إلا الله) فى الليلة الواحدة اثنى عشر ألف مرة (12000)، ومكثت على ذلك الأعوام، وكنت أصوم فى السنة ثلاثمائة يوم (300)، ومع الصوم أداوم على الرياضة غالباً، وكنت أصلى على النبى صلى الله عليه وسلم فى كل ليلة نحو ساعتين من الساعات العادية، ذلك فوق أنى كنت مريضاً حتى صرت نحيفاً ضئيلاً مصفر الوجه، وما كان يصادفنى من الأهل والأصحاب وبقية الناس من العذل واللوم والشماتة والتوبيخ والزجر العنيف. كل هذا لم يثنِ من عزمى على التوجه إلى الله تعالى، ومع هذا كله لم أفز بالوصول، ولا ببارقةٍ أو لائحة إلا النذر اليسير الذى يكون عند أهل الطريق لأطفالها بل وربما لبعض العوام الذين صفت بواطنهم من ذكر الله. فلما ضاقت نفسى وكدت أن أقع فى يأسٍ بعد جهادٍ أشرفت فيه على الهلاك وبذلت فيه روحى وتخليت عن دنياى، ولم أبال ما فاتنى منها، وهجرت أصحابى وخالفت كل عاذل. كل هذا ذهب هباءً منثوراً، أدراج الرياح، والحبيب لم يسمح بنظرة، والباب لم يُفتح للمسكين، وصرت حائراً ... إن هذا الأمر لا يخرجنى منه إلا عناية الله ثم بركة أشياخى. فتوجهت بقلبى إلى ربى أرجو من رحمته ما أهتدى به سواء السبيل. فلم أشعر إلا والهاتف قد نادانى : يا هذا إنما الحيلة فى ترك الحيل. فعلمت أن مجاهداتى التى سرت فيها بهذه الشدة كنتُ فيها محتالاً، وأن الوصول لا يكون إلا بمحض فضله ومنته. وداومت على ذكر الله. لا لعلة وصول ولا غيره. فوافانى من ربى الرضا ونور قلبى وهدانى طريقه ومنَّ علىَّ وأنعم وتكرم فله الفضل والمنة" انتهى كلام سيدى الشيخ / سـلامة الراضى شيخ الطريقة الحامدية الشاذلية. فجدير بالمتصوفة عموماً وبأهل طريقتنا خصوصاً أن يتخذوه من سيره ومجاهداته وتوجهه الخالص قدوةً لهم، ويأخذوا الطريق بجد واجتهاد ومجاهدة والله يتولانا بفضله. ونختم كلامنا بإشارات إلى المجاهدة فى الطريق لسيدى أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه حيث يقول: "مراكز النفس أربع : مركز للشهوة فى المخالفات، ومركز للشهوة فى الطاعات، ومركز فى الميل إلى الراحات، ومركز فى العجز عن أداء المفروضات (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد)". | |
|
محب
عدد الرسائل : 7 تاريخ التسجيل : 29/10/2008
| موضوع: رد: إدعاء المشيخة والشيخ المرشد الخميس أكتوبر 30, 2008 5:43 pm | |
| احلى حاجه فى كلام الشيخ رزق انه يدخل فى القلب كما يخل الهواء فى الانف بكل سهوله فرضيى الله عنه | |
|