محب
عدد الرسائل : 7 تاريخ التسجيل : 29/10/2008
| موضوع: هل يتضح للمريد اشياء تدل على صحة سيره الى الله فى دنياه الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 4:59 pm | |
| جميل جدا هذا المنتدى واحب ان اشكر القائمين عليه وأود ان اسأل عن شيئ سمعته كثيرا ولم لفهمه هل تنكشف للسائر حقائق المعرفة بالله فى الدنيا ام هذه الحقائق تنكشف فى الاخرة او بمعني آخر هل يتضح للمريد اشياء تدل على صحة سيره الى الله فى دنياه وكيف يدرك المريد انه سائر الى الله فى الطريق الصحيح وشكرا لكم | |
|
يا فقيه
عدد الرسائل : 26 تاريخ التسجيل : 05/11/2008
| موضوع: رد: هل يتضح للمريد اشياء تدل على صحة سيره الى الله فى دنياه الأربعاء نوفمبر 05, 2008 3:04 pm | |
| الله الأخ العزيز – محب رزقه الله صدق المحبة سألت عن أمور هي السير كله والتصوف كله ولا يسعها مشاركة ولو طالت، ولكن لما كان التصوف ذوق وإشارة، كان التلميح على المفاتيح كافٍ لمثلكم والله يتولانا وإياكم.
أولاً: للعارف بالله رزق السيد عبده الحامدي الشاذلي إجابات عن بعض الأسئلة في مجموعة "ويسألونني" لعل السيد "فقير الإسكندرية" يستكملها لنا، إحداهما عن الكرامة والأخرى عن الكشف، أرجو أن تتابعهما حين استكمالهما في رواق: "ويسألونني" من هذا المنتدى، والظن أن ذلك عن قريب لأن السيد "فقير الإسكندرية" قد أتحفنا حتى الآن بالكثير من مجموعة "ويسألونني" للعارف بالله رزق السيد عبده، ونظنه حريص على استكمال المجموعة وفقه الله وتقبل منه. ثانياً: أما قولكم " هل تنكشف للسائر حقائق المعرفة بالله فى الدنيا ام هذه الحقائق تنكشف فى الاخرة " فالمعرفة بالله لا تحد، لأنه تعالى يحيط ولا يحاط به، فلا يزال السائر إلى الله يزداد معرفة، ولا يزال يزداد حيرة. والمعرفة هي الغاية من خلق الإنسان، قال تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" [الذاريات/56] قال ابن عباس وغيره: "إلا ليعرفون" وبما أنك قد اخترت اسم "محب" في ظهورك في هذا المنتدى فها هنا لطيفة تخصكم وهي ما جاء في تفسير حقي: "{ وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون } أى ليعرفون وثمرة المعرفة وإن ظهرت على أغصان العبادة ولكن لا تنبت إلا من حبة المحبة كما أخبر النبى عليه السلام « أن داود عليه السلام قال يا رب لماذا خلقت الخلق قال كنت كنزا مخفيا فاحببت أن اعرف فخلقت الخلق لأعرف » فثبت أن بذر المعرفة هو المحبة" انتهى. ثالثاُ: أما سؤالكم عن "هل يتضح للمريد اشياء تدل على صحة سيره الى الله فى دنياه وكيف يدرك المريد انه سائر الى الله فى الطريق الصحيح" فنعم هناك علامات على الطريق، ولكن لا يزال السائر أبداً ما بين الخوف من المكر والإستدراج والرجاء في فضل الله، فهما كما قيل جناحيه اللذان لا يزال بهما سائراً حتى يلقى الله، وما دام السائر قد جمع همه وجعله هماً واحداً وهو ربه فلم يلتفت إلى الأشياء ولا حقائقها دون الله تعالى، فإنه يرجى له الوصول من محض الكرم والجود. رابعاً: قال العارف بالله الشيخ الأستاذ الكافي بفضل الله الشافي بنور الله سيدي وأستاذي رزق السيد عبده في مجموعة "ويسألونني" في إجابته عن سؤال الكشف والإلهام: فالسائر إلى الله مراده الله فيستعمل كشفه فى تحقيق مقصوده وما هو بصدده من مراعاة أداب السير ومعرفة مكايد الشيطان له فى سيره، وعليه أيضاً أن يعرض الكشف والإلهام على الكتاب والسنة كما قال سيدى أبو الحسن الشاذلى: "إذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة ودع الكشف، وقل لنفسك: إن الله تعالى قد ضمن العصمة فى الكتـاب والسـنة، ولم يضـمنها لى فى جانب الكشـف ولا الإلهـام، ولا المشاهدة، مع أنهم أجمعوا على أنه لا ينبغى العمل بالكشف ولا الإلهام ولا المشاهدة إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة". ولا تقنع بشئ دون الله تعالى كما قال سيدى ابن الفارض :
وقال لى حسن كل شئ تجلى *** بى تملى قلت قصـدى وراك قد وجد القلب حبه فالتفاتى *** لك شرك ولا أرى الاشراكا انتهى ما قصدنا نقله من كلام سيدي رزق السيد عبده. خامساً: هذا وقد تكون للسائر إلى الله بعض المبشرات في أثناء سيره مصداقاً لقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم فى صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ"
سادساً: ولكن لا يشترط أن تكون المبشرات بالرؤى دائماً أو لكل أحد، ولكن خير مبشر للسائر على الطريق هو الاستقامة قال إمام المحبين سيدي سلامة الراضي رضي الله عنه: "الاستقامة خير من ألف كرامة"، والسائر لا يحصي الاستقامة دائماً ولكنه يسدد ويقارب ويجدد التوبة أبداً فإن تجديد التوبة من علامات صحة السر قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور/31] قال شيخ الإسلام الهروي الأنصاري في منازل السائرين: وسرائر حقيقة التوبة ثلاثة أشياء: تمييز التقية من العزة ونسيان الجناية والتوبة من التوبة أبدا لأن التائب داخل في الجميع من قوله تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعا) فأمر التائب بالتوبة. انتهى. سابعاً: ثم السائر إلى الله عليه أن يتقِ الله حيثما كان، وهذا يشمل سيره كله، روى الترمذي – في سننه عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ" قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وفي هذا الحديث أصول ثلاث لا غنى للسائر عنها: - التقوى في كل سيره. - لما كانت العصمة لا تكون إلا للأنبياء، والحفظ الذي للأولياء قد لا يكون السائر قد بلغه بعد، فإن إتباع السيئة الحسنة تمحها باب هام لا بد للسائر من الحرص عليه وجزى الله عنا رسولنا ونبينا وسيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم على هذه النصيحة ما هو أهله. - الخلق الحسن الذي هو الغاية من البعث (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قَالَ : لَمْ يكن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَاحِشاً وَلاَ مُتَفَحِّشاً ، وكان يَقُولُ : (( إنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أحْسَنَكُمْ أخْلاَقاً )) متفقٌ عَلَيْهِ . وعن أَبي الدرداءِ - رضي الله عنه - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( مَا مِنْ شَيْءٍ أثْقَلُ في مِيزَانِ العبدِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ ، وَإنَّ الله يُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيَّ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) . وعن جابر - رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( إنَّ مِنْ أحَبِّكُمْ إليَّ ، وَأقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ ، أحَاسِنَكُم أخْلاَقاً ، وَإنَّ أبْغَضَكُمْ إلَيَّ وَأبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيَامَةِ ، الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهقُونَ )) قالوا : يَا رسول الله ، قَدْ عَلِمْنَا (( الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ )) ، فمَا المُتَفَيْهقُونَ ؟ قَالَ : (( المُتَكَبِّرُونَ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
ثامناً وأخيراً: نختم بفائدة هامة للسائر إلى الله ذكرها شيخنا رزق في مجموعة "ويسألونني" في إجابته عن السؤال المتعلق بكرامات الأولياء حيث قال: وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه: "إنما هما كرامتان جامعتان محيطتان: كرامة الإيمان بمزيد الإيقان وشهود العيان، وكرامة العمل على الإقتداء والمتابعة ومجانبة الدعاوى والمخادعة، فمن أعطيهما ثم جعل يشتاق إلى غيرهما فهو عبد مفتر كذاب وذو خطأ فى العلم والعمل بالصواب، كمن أكرم بشهود الملك على نعت الرضا فجعل يشتاق إلى سياسة الدواب وخلع الرضا. وكل كرامة لا يصحبها الرضا عن الله ومن الله فصاحبها مستدرج مغرور أو ناقص أو هالك مثبور". ونقول: إن الكرامة المعنوية أن يكرمك الله بالتأثير فى ذاتك أولاً، وأن تمحو منها كل النقائص وكل الشهوات، وهذا يؤهلك أن تؤثر فى غيرك وتأخذ بأيديهم دون مشقة لهم إلى معرفة الحق، وهذه لا يؤتاها إلا أولو العزم من الأولياء. انتهى كلام العارف الغارف شيخنا رزق رضي الله عنه ونفعنا به.
______________________ لا أبرح الباب حتى تصلحوا عوجي | |
|
خادم الفقراء احمد كمال
عدد الرسائل : 72 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 01/09/2008
| موضوع: رد: هل يتضح للمريد اشياء تدل على صحة سيره الى الله فى دنياه السبت مايو 05, 2012 2:55 pm | |
| لا تسئل الشيخ ان تكون فى خاطرة ولكن اسئل نفسك ان يكون الشيخ فى خاطرك
| |
|
خادم الفقراء احمد كمال
عدد الرسائل : 72 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 01/09/2008
| موضوع: رد: هل يتضح للمريد اشياء تدل على صحة سيره الى الله فى دنياه السبت مايو 05, 2012 2:56 pm | |
| فأن كان الشيخ يستولى على تفكير المريد فى نفس مأن هذا دليل على صحة السير الى الله | |
|
خادم الفقراء احمد كمال
عدد الرسائل : 72 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 01/09/2008
| موضوع: رد: هل يتضح للمريد اشياء تدل على صحة سيره الى الله فى دنياه السبت مايو 05, 2012 2:57 pm | |
| فأن كان الشيخ يستولى على تفكير المريد فى نفس مأن هذا دليل على صحة السير الى الله | |
|