فقير الاسكندرية Admin
عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: الكشف والإلهام والإطلاع على ما سُتر من أحوال العباد الخميس نوفمبر 06, 2008 5:47 pm | |
| الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المتعطف على عباده بالوصال وصلاح الحال والصلاة والسلام على المبعوث رحمة صاحب الجمال والجلال وآله وصحبه ما تغير حال سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد...
قال شيخنا العارف بالله سيدي رزق السيد عبده الحامدي الشاذلي رضي الله عنه في مجموعة "ويسألونني" مجيباً على سؤال ورد عليه حيث يقول:
ويسألوننى عن الكشف والإلهام والإطلاع على ما سُتر من أحوال العباد.
فنقول بتوفيق الله: إن هذا الأمر قد وقع فيه الكثيرون من أهل الطريق فانقطع سيرهم وتبدل حالهم، فإنهم يأتيهم الكشف فى أول السير فقد يستخدمونه فى الإطلاع على أحوال إخوانهم وغيرهم ويكاشفونهم بها، والأصل فى الكشف والإلهام أن تطلب بهما انكشاف أسرار معانى الآيات القرآنية والعبادات والاطلاع على رعونات النفس وعيوبها لينشغل فى اصلاحها، فتشغله عيوبه عن عيوب الناس ، لا أن يستخدم الكشف فى كشف ستر الخلق والتحايل به على ذلك، فما أظهره لك أخوك فاعلمه وما أخفاه عنك فلا تهتك ستره فيه فتدخل فى عموم نهيه تعالى إذ يقول: ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ ومن تلبس بهذا فقد عرض نفسه لأن يسلب الكشف ويصير يصادف الحق أحياناً والباطل كثيراً، واعتقد أن مثل هذا يزول عنه الكشف بالكلية. فالسائر إلى الله مراده الله فيستعمل كشفه فى تحقيق مقصوده وما هو بصدده من مراعاة أداب السير ومعرفة مكايد الشيطان له فى سيره، وعليه أيضاً أن يعرض الكشف والإلهام على الكتاب والسنة كما قال سيدى أبو الحسن الشاذلى: "إذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة ودع الكشف، وقل لنفسك: إن الله تعالى قد ضمن العصمة فى الكتـاب والسـنة، ولم يضـمنها لى فى جانب الكشـف ولا الإلهـام، ولا المشاهدة، مع أنهم أجمعوا على أنه لا ينبغى العمل بالكشف ولا الإلهام ولا المشاهدة إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة".
ولا تقنع بشئ دون الله تعالى كما قال سيدى ابن الفارض :
وقال لى حسن كل شئ تجلى *** بى تملى قلت قصـدى وراك قد وجد القلب حبه فالتفاتى *** لك شرك ولا أرى الاشراكا
ومن مشايخنا الذين لم يقفوا عند ذلك بل وطلبوا من الله رفعها سيدى الشيخ القطب / محمد شمس الدين الحنفى رضى الله عنه فإنه لما خرج من الخلوة بعد أن سمع الهاتف الإلهى يقول : يا محمد اخرج انفع الناس ثلاث مرات، فإنه رضى الله عنه خرج إلى الزاوية فرأى على الفسقية جماعة يتوضئون فمنهم من على رأسه عمامة صفراء ومنهم زرقاء ومنهم من وجهه وجه قرد ومنهم من وجهه وجه خنزير ومنهم من وجهه كالقمر قال: فعلمت أن الله أطلعنى على عواقب أمور هؤلاء الناس فرجعت إلى خلفى وتوجهت إلى الله تعالى فستر عنى ما كشف لى من أحوال الناس وصرت كآحاد الناس . انتهى المقصود نقله من كلام العارف بالله رزق السيد عبده في "مجموعة ويسألونني". | |
|