فقير الاسكندرية Admin
عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: تأملات في سورة الرحمن والنفس الرحماني السبت ديسمبر 06, 2008 11:37 pm | |
| التجليات الرحمانية هو الله الرحمن الرب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على من هو بالمؤمنين رؤوف رحيم، وعلى آله وصحبه ومن أتى الله بقلب سليم. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. أما بعد... فقد شد ناظري الآيات الأولى من عروس القرآن سورة الرحمن في لوحة طالعتها ، فلما أتيت المنزل أحضرت السورة الكريمة من المصحف الشريف وترتيبها في المصحف السورة رقم 55 وتسبقها مباشرة سورة القمر وسورة القمر 55 آية. فأراد الفقير أن يكتب بعض خواطره فيها – سورة الرحمن: 1- استرعى الفقير أمر هام سارٍ في السورة كلها، وهو سريان المثنى في الآيات حساً ومعنىً، ففضلاً عن صيغ التثنية السارية في السورة كلها، فإننا إذا جعلنا "الرحمن" آيتها الأولى هي وتر السورة فإنه يمكن تشفيع معاني باقي آياتها حيث يظهر فيها كثير من التقابل والإنشقاق " فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ" والإنفطار إلى سماء وأرض، ورفع السماء يقابله وضع الأرض، وشمس وقمر وإنس وجن، وخلق الإنسان وخلق الجان، وآيات سماوية وآيات أرضية والمشرقين والمغربين والفناء (فان) والبقاء (ويبقى) وتختتم السورة باسم جامع لمتقابلين وهو : ذي الجلال والإكرام". 2- تكرر لفظ " فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" 31 مرة ولا تكرار كما أشار إليه الشيخ الشعراوي رحمه الله حيث الآيات المقصودة في كل مرة غير الأخرى ولذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها حديثاً ليلة الجن فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن على أصحابه فسكتوا فقال لقد كان الجن أحسن رداً منكم كلما قرأت عليهم " فبأي آلاء ربكما تكذبان " قالوا لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك الراسي وثقه ابن حبان وضعفه غيره. وبقية رجاله رجال الصحيح. 3- السورة أفتتحت باسم إلهي جامع تجلى في النفس الرحماني وإنشق فتنزل إلى تجليات الجلال والجمال، والآيات الشمسية والآيات القمرية، والآيات الأفقية والآيات الأنفسية ثم اختتمت باسم جمع الجلال والجمال. 4- حتى الاسم "ذو الجلال والإكرام" فظهر في السورة في موضعين في الآية 27 من السورة وفي الآية الختامية للسورة والتي رقمها 78 . 5- ذكرت السورة البحرين، وذكر البرزخ مرة واحدة وكذلك ذكرت السورة الاسم: "الرحمن" مرة واحدة وقد نأخذ من ذلك أن مرتبة الرحمانية مرتبة برزخية. 6- السورة لم يظهر فيها اسم الجلالة "الله" ولا مرة، وظهر فيها اسم "هو" مرة واحدة فقط. 7- السورة تبين إنشقاق الرحمانية بالنفس الرحماني وتنزلها بـالنفس (هو) إلى مرتبة الربوبية ولذا يظهر اسم (الرب) مضافاً في (36) موضعاً في السورة. 8- (لاحظ أخي عرفة انتهاء الآيات كلها للسورة بالألف والنون) وهما من علامات صيغ المبالغة وتدل على امتداد ظهور المعنى الموجود في الكلمة، وهما أيضاً علامات التثنية، والتثنية هي الثناء وهي نفسها صيغة المبالغة وهي نفسها القرآن والفرقان ومنتهى ظهورها في الإنسان وكل هذا الامتداد والسريان يحدث عن طريق نفس الرحمن. ولاحظ أن التثنية وفي صيغة المبالغة يضاف الألف والنون، وبمعنى الثني أو اللوي لوي الألف الى النون والثناء: الحمد، واللوي يشير إلى الالتواء وإلى لواء الحمد. وصلى الله على سيد الأولين والآخرين والحمد لله رب العالمين. | |
|