فقير الاسكندرية Admin
عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: كلمة عرفانية في حقيقة صيامية الأحد أغسطس 23, 2009 11:09 am | |
| الله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ أما بعد... سلام الله عليكم ورحمته وبركاته...
كلمة عرفانية في حقيقة صيامية يوجد نظرة سائدة لدين الإسلام يتكلم عنها معظم الناس وهي اعتبار أنَّ الإسلام نظرية عن الوجود أو فكرة عنه أو أيدولوجية معينة. بينما المتأمل في القرآن وخصوصاً الآيات التي ذكر فيها الإسلام وإسلام كل شيء الشامل للشمس والقمر والنجوم والجبال بل الشامل للكون كله "وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ" [آل عمران : 83]، يجد أن الإسلام قبل أن يكون نظرية معينة أو فكرة هو عين طبيعة الوجود نفسه، هو عين سريان الوجود في الشمس والقمر والنجوم والجبال بل في الكون كله، فالإسلام يشمل طبيعة كل شيء، فعين ظهور الأشياء وميلادها وتجليها ثم عودتها إلى الغيب هو الإسلام، ومن هنا يمكن أن نقول أنه ما ثمَّ في الوجود إلا إلاسلام فقط وأن هذا هو معنى العندية المذكورة في القرآن "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ" [آل عمران : 19] المتجلية في قوله صلى الله عليه وسلم: "كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ"، فالإسلام مندرج في الإسم (الله) بهذه العندية المذكورة في الآية المشار إليها، ولذلك صح أن نقول: كان الإسلام ولم يكن شيء غيره، على أن نفهم لفظة "يكن" من "كان" الوجودية بمعنى الاستمرار وليس الفعل المعبر عن الماضي. والمقصود هنا أن الإسلام هو عين ظهور الحق بأسمائه وصفاته الجامعة وكذلك عين احتجابه، بل الإسلام هو المعنى الجامع للظهور والاحتجاب معاً واعتدالهما وتوازنهما بحيث يبدو الظهور ظهوراً والاحتجاب احتجاباً. وأما الأديان الأخرى فإنها وإن كان فيها سريان لوجه إسلامي فإنها يغلب عليها احتجاب الحق بحيث يظهر الحق في مظهر تقييدي خاص. وأما الشريعة الإسلامية فهي مناجاة حقيقة الوجود للإنسان الكامل المتجلي في أفق حقيقة الحقائق بالإندراج في هذه الحركة الوجودية بالعودة إلى الأصل عن طريق غياب ما هو إنساني وظهور ما هو صمداني محتجب وظاهر معاً في إنزال القرآن في ليلة القدر التي هي حقيقة العين المحمدية السارية في الوجود القاسطة والمقسمة لمقادير الوجود على كل موجود، وبذلك كان هو صلى الله عليه وسلم ليلة القدر القاسم (وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي) بجمعه في ذاته - صلى الله عليه وسلم - لحقائق الوجود كما تجمع ليلة القدر بإستدارتها في الزمان حقائق الزمان كله. | |
|