فقير الاسكندرية Admin
عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: قدم على الطريق الخميس نوفمبر 29, 2012 11:30 am | |
| بسم اللـه الرحمن الرحيم يقول العارف باللـه رزق السيد عبده الحامدى الشاذلى : يا صاحبى وقبل أن نتكلم عن ورد الطريق صباحا ومساء . فالصباح هو بداية يوم يباشر فيه المريد عمله واختلاطه بالناس ، والمساء ختام نهار حمل بين طياته الكثير من الغفلة ومحبطات الأعمال . وابتداء الورد بالإستغفار مائة مرة توبة عن الذنوب ، والتوبة تطهير للنفس ، وبهذا يزيد الرزق وتفتح أبواب العطاء . { فَـقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) } [ نوح 71 : 10 – 13 ] . فالاستغفار تطهير للنفس ومفتاح لخزائن الأرزاق . ثم الصلاة على النبى صلى اللـه عليه وسلم : حضور فى الحضرة النبوية المطهرة . ولا يجوز لغير المتطهرين العيش فى الحضرة النبوية الشريفة . ولا إله إلا اللـه : حضور فى الحضرة الإلهية . إذ أنه لا يجوز الوصول إليها إلا مرورا بحضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام . فما رأيك بمريد يمر بهذا الأنس صباحا ومساء . ؟ وناهيك عن ما فى باقى هذا الباب من أوراد .
اصطباحة الأمس واليوم وغدا من بركات برزخية الشيخ رزق السيد عبده الحامدى الشاذلى اسم اللـه الغفار – ورد فى القرآن العظيم فى خمس مواضع : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } [ طه 20 : 82 ] فانظر لحكمة تأخر الهداية عن التوبة والإيمان والعمل الصالح فاصبر فإن الهداية تالية . { قلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللـه الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّار ُ} [ص 38 : 65 ، 66 ] وتوجه هذه الآيتين هو : يا اللـه يا واحد يا قهار يا عزيز يا غفار قنا الشر والأشرار . { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ } [ الزمر 39 : 5 ] { وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللـه وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) } [ غافر 40 : 41 ، 42 ] وتنبه يا سيدى إلى أن المواضع الثلاث الأخيرة فى ثلاث سور متتاليات فى ترتيب المصحف : ص والزمر وغافر . ثم هذا الختام النوحى لآيات هذا الإسم الجليل ( الغفار ) حيث يقول اللـه على لسان نبيه نوح عليه السلام { فَـقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) } [ نوح 71 : 10 – 13 ] . وفى هذه الآيات مفاتيح الرزق الغيبى المعلق من ماء ورحمات وأموال وبين وجنات وأنهار وما عند اللـه أكثر قولوا اللـه أكبر .
ويتكلم الشيخ العارف إمام المحبين سيدى سلامة الراضى رضى اللـه عنه وعنا به عن آداب ساداتنا وأهل طريقنا فإن فيها من النفحات والبركات ما يعمر القلوب فيقول : فمن أخلاقهم رضى اللـه عنهم أنهم إذا جاءهم جاهل علموه ، أو منكر جبروه ، أو فقير أعانوه ، أو معتذر قبلوه ، أو رأوا مقصرا نصحوه ، أو غافلا ذكروه ، أو مقطوعا وصلوه . . ما عودونى أحبابى مقاطعة .. بل عودونى إن قاطعتهم وصلوا أو طالبا شوقوه ، أو غير ذائق أذاقوه – أو محسنا شكروه ، أو متكبرا تركوه ، أو راغبا فى الدنيا زهدوه ، أو كبيرا فى السن وقروه ، أو صغيرا رحموه ، أو محبا أحبوه ، أو سمعوا لغوا جوهروه ، أو رأوا مسيئا لهم سامحوه ، أو مجادلا لم يجادلوه ، أو عدوا لهم لم يعادوه ، أو منتقدا لهم لم ينتقدوه ، أو غائبا لهم لم يعيبوه ، ومن تركهم لم يتركوه ، ومن حسب عليهم حملوه ، ومن أحسن إلليهم كافئوه ، فمن تخلق بأخلاقهم كان منهم وتوالت عليه نفحاتهم وبركاته . حققنا اللـه بآدابهم . ونفعنا بأسرارهم . آميــــــــــن . انتهى المقصود نقله مفتاح وبشرى ومواساة : كافل اليتيم - ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا - يا أمة اللـه ان سلكا من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة ، كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء . مثل ألف ألف ما كان معدا له . وما فضل فانه مشوب بالتنغيص والكدر. فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد . ولا حول ولا قوة إلا باللـه العلى العظيم وصلى اللـه على النبى والآل والصحب أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد للـه رب العالمين .
| |
|