فقير الاسكندرية Admin
عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: من ذاق طعم شراب القوم يدريه لسيدى ناصر الدين بن الميلق الأحد نوفمبر 21, 2010 12:36 pm | |
| الله
قصيدة للشيخ ناصر الدين المشهور بابن بنت الميلق رحمه الله تعالى
من ذاق طعم شراب القوم يدريه ** ومن دراه غدا بالروح يشريهِ ولـو تعـوض أرواح جـاد بهـا ** في كل طرفـة عيـن لا يساويـهِ وقطرة منه تكفي الخلق لو طعمـوا ** فيشطحوا علـى الأكـوان بالتيـهِ وذو الصبابة لو يسقى علـى عـددِ الأنفاس والكون كأسا ليس يرويـهِ يروى ويظمأ مـا ينفعـك شاربـه ** يصحو ويسكر والمحبـوب يسقيـهِ في ريه ظمـأ والصحـو يسكـره ** والوجـد يظهـره طـوراً ويخفيـهِ يبدو له السر من آفـاق وجهتـه ** وليـس الإلــه مـنـه تبـديـهِ له الشهادةُ غيـبٌ والغيـوبُ لـهُ شهادةٌ والفنـاءُ المحـضُ يبقيـهِ له لدى الجمعِ فرقٌ يستضيء بـه ** كالجمع في فرقـة مـازال يلقيـهِ يدنو ويعلو ويرنو وهـو مصطلـمٌ فـي الحالتيـن بتمييـز وتولـيـهِ له الوجودات أضحت طوعَ قدرتـِهِ وما يشـاءُ مـن الأطـوارِ يأتيـهِ للقومِ سرٌ مع المحبوبِ ليـسَ لـهُ حدٌ وليسَ سوى المحبوبِ يحصيـهِ به تصرفهـم فـي الكائنـاتِ فمـا يشاءُ شاءوا ومـا شـاءوه يقضيـهِ إن كنت تعجبُ من هذا فلا عجـبٌ ** للهِ في الكونِ أسـرارٌ تُـرى فيـهِ لا شيءَ في الكونِ إلاهُ ذو أثـرٍ ** فمـا المؤثـرُ غيـرُ اللهِ قاضيـهِ ليـس التضـادد مناعـا لقدرتـه مـن حـيـث تـأتـي تعالـيـهِ وإنما مـن وجـوه الحادثـات لـه تمنـع فـي محـل الظـل يحويـهِ وللفقير وجـوه ليـس يحصرهـا ** عـد و كـل وجـود فهـو واديـهِ لو كنت تدري وجود العبد كنت ** ترى فيه الكمال كمـا النقصـان تنفيـهِ والعبد هذا هو الحر الذي حصلـت ** لـه الخلافـة جـل الله معطـيـهِ أوصافه ظهرت من وصف مبدعـه وكـل مظهـره يـبـدى نجلـيـهِ إذا رؤى ذكـر المولـى برؤيـتـه وفـاز بالسعـد والتقريـب رائيـهِ عبد عليـه سمـات العـز لائحـةٌ وخلعـة العـز والتحكيـم عاليـهِ إن كنت تقصد أن تحظى بصحبتـه فاسلك على سنن طابت مساعيـهِ أخلص ودادك صدقـا فـي محبتـه وألزم ثرى بابـه وأعكـف بناديـهِ واستغرق العمر في آداب صحبتـه وحصل الدر والياقـوت مـن فيـهِ وابـذل فــؤادا فــي أوامــره إلى الوفاق وبـادر فـي مراضيـهِ واحذر بجهدك أن تأتي ولـو خطـأ مالا يحـب وباعـد عـن مناهيـهِ وكـن محـب محبيـه وناصرهـم وألزم عداوة من أضحـى يعاديـهِ والعلـم يقيـنـا أن الله نـاصـره إن لـم يكـن ناصـر فالله يكفيـهِ وانزل الشيخ فـي أعلـى منازلـه واجعلـه قبلـة تعظيـم وتنـزيـهِ ولست تفعـل هـذا ان ظننـت بـه نقصـا ولا خلـلا فيمـا يعانـيـهِ واترك مرادك واستسلـم لـه أبـدا وكن كميـت تخلـى فـي أياديـهِ اعدم وجودك لا تشهـد لـه أثـرا ودعـه يهدمـه طـورا ويبنـيـهِ متى رأيت شيئـا كنـت محتجبـاً برؤية الشيء عمـا أنـت ناويـهِ ولا ترى أبدا عنـه غنـى فمتـى رأيت عنه غنـى يخشـى تناسيـهِ إن اعتقادك ان لـم تـأت غايتـه فيـه فيوشـك أن تخفـى مباديـهِ وغاية الأمر فيـه أن تـراه علـى نهـج الكـمـال وأن الله هـاديـهِ ومن امـارة هـذا إن تـؤول مـاعليـك أشكـل إظهـار لخافـيـهِ والمرء إن يعتقد شيئاً وليس كمـا يظنـه لـم يخـب فالله معطـيـهِ وليس ينفع قطب الوقـت ذا خلـل في الاعتقـاد ولا مـن لا يواليـهِ ونظرة منه إن صحت إليـه علـى سبـيـل ود بــإذن الله تغنـيـهِ والناس عبدان مجذوب وسالك مـادعـا إلـيـه بتعلـيـم وتنبـيـهِ والجذب أخـذة عبـد بغتـة بيـدي عنايـة نحـو أمـر ليـس ينويـهِ هو المـراد ومخطـوب العنايـة لا يحـس كلفـة تكلـيـف تلاقـيـهِ طور أيرد عليـه الحسـن تكملـة له فيقصد مـا قـد كـان ناويـهِ تراه يعبـد لا يلـوى علـى شغـل سـوى العبـادة يستحلـى تفانيـهِ وقد يغيب عن الإحسـاس مختطفـا وذو العناية حفـظ الحـق يحميـهِ وترى الحقائق تبدو منه في نسـق مـع الكـشـوف لأن الله يلقـيـهِ وذو السلـوك تـراه فـي بدايتـه يجاهـد النفـس ذا رعـى لباقيـهِ يمشي على نهج أهل الصدق ملتزما شروطهـم خائفـا ممـا يرجيـهِ كم من مريد قضى ما نـال بغيتـه حق القضاء عليـه فـي تقاضيـهِ وكم من مريد وليّ من بعد عزمـه يهوى به الحظ في أهوى مهاويـهِ والجذب إن جاء من بعد السلوك له فضل على الجذب مما السعي تاليـهِ فالجذب هذا الذي التفضيل فيه هـو الجذب الذي ظهرت حسـا بواديـهِ وفي الحقيقة لولا الجذب ما سُلكـت طريـق حـق ولا رُئيـت مرائيـهِ لولا العناية والتخصيص قـد سبقـا في دعوة العبد ما قامـت دعاويـهِ إن المريد مراد والمحـب هـو الـمحبوب فأستمل هذا مـن أماليـهِ إن كان يرضاك عبدا أنـت تعبـده وان دعـاك مـع التمكيـن تأتيـهِ ويفتح الباب إكرامـا علـى عجـل ويرفع الحجب كشفا عـن تدانيـهِ وثم تعرف مـا قـد كنـت تجهلـه مما عن الحصر قد جلـت معانيـهِ وترتوي من شراب الأنس صافيـة يا سعد من يأت مملـوء بصافيـهِ وصل يا رب مـا غنـت مطوقـة على النبي صـلاة منـك ترضيـه | |
|