راوى 2: ويقول رضى اللـه عنه فى كتابه الجليل قواعد التصرف :
قاعدة : لا يلزم من اختلاف المسالك اختلاف المقصد . بل قد يكون متحداً مع اختلاف مسالكه ، كالعبادة والزهادة والمعرفة مسالك لقرب الحق على سبيل الكرامة ولكها متداخلة ، فلابد للعارف من عبادة وإلا فلا عبرة بمعرفته إذ لم يعبد معروفه . ولابد له من زهادة وإلا فلا حقيقة عنده ، إذ لم يعرض عمن سواه . ولابد للعابد منهما إذ لا عبادة إلا بمعرفة ، ولا فراغ للعبادة إلا بزهد والزاهد كذلك إذ لا زهد إلا بمعرفة ولا زهد إلا بعبادة ، وإلا عاد بطالة .
نعم من غلب عليه العمل فعابد ، أو الترك فزاهد ، أو النظر لتصريف الحق فعارف ، والكل صوفية واللـه أعلم .
راوى 1: ويقول رضى اللـه عنه :
فى اختلاف المسالك راحة للسالك وإعانة له على ما أراد من بلوغ الأرب والتوصل بالمراد .
فلذلك اختلفت طرق القوم ووجوه سلوكهم .
فمن ناسك يؤثر الفضائل بكل حال .
ومن عابد يتمسك بصحيح الأعمال .
ومن زاهد يفر من الخلائق .
ومن عارف يتعلق بالحقائق .
ومن ورع ، يحقق المقام بالاحتياط .
ومن مستمسك ، يتعلق بالقوم فى كل مناط .
ومن مريد ، يقوم بمعاملة البساط .
والكل فى دائرة الحق، بإقامة حق الشريعة والفرار من كل ذميمة وشنيعة.