فقير الاسكندرية Admin
عدد الرسائل : 310 تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: تدبر في الإلتفات والعدول في قوله تعالى جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول الثلاثاء مارس 18, 2014 6:39 am | |
| . الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله يفتح على من شاء بما يشاء والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد الأولياء والآل والصحب والشفعاء تأملات في كتاب الله تدبر في الإلتفات والعدول في قوله تعالى: (جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول)
قال لي أخي أحمد عرفة وكنا نتكلم عن الالتفات في كتاب الله من المخاطب إلى الغائب، والعدول من الضمير إلى الإسم والعكس، وما في ذلك من الفوائد والبيان لمن تدبر في القرآن: قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [النساء: 64] بالنظر إلى سياق الآية فإنّ حكم الاستغفار منسوب إلى الاسم (الرسول) ولم يقل الحق تبارك وتعالى فاستغفروا الله واستغفرت (أي أنت) لهم، وإنّما التفت عن الخطاب (جَاءُوكَ) إلى الغيبة (وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ) بدلاً من (واستغفرتَ لهم)، وعدل عن التعبير بالضمير (أنت) أو التاء في استغفرت إلى التعبير بالاسم الذي هو (الرسول)، فهذا العدول مستلزم لربط حكم الاستغفار بهذا الاسم وهو (الرسول) فيستمر باستمراره وينقطع بانقطاعه، ولا قائل بانقطاع حكم الرسالة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بل القائل بذلك كافر بالإجماع فيستمر هذا الحكم باستمرار رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة بل يتعداه ويستمر في يوم القيامة نفسه، فيستيغث به الخلائق كما في حديث الشفاعة العظمى الوارد في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما وفيه كما في رواية لأحمد: (فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا)، وكما في رواية البخاري: (فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ أَنَا لَهَا) صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليك يا سيد ولد آدم ويا فخر الخلائق يا سيدي يا رسول الله وعلى آلك وصحبك. ولذلك عدل الحق تعالى عن الضمير إلى الاسم العام ليستفاد منه الإطلاق في الحكم وكذلك عدل والتفت من الخطاب إلى الغيبة لكي لا يكون الحكم مخصوصاً بحالة ما فهذا تأكيد فوق تأكيد لعموم هذا الحكم واستغراقه جميع الأزمان والأمكنة. فكأن الحق تبارك وتعالى ببيانه القرآني قد رد عليهم قبل أن يتكلموا بألف ومائتي عام. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37]. | |
|